تعتبر عملية التبرع بالدم من أنبل الأفعال الإنسانية وأقدرها على خلق روابط بين مختلف مكونات المجتمع، حيث تعد مظهرا جليا من مظاهر العمل الخيري، وسلوكا صحيا يقي من العديد من الأمراض ويساعد على تنشيط الخلايا والجسم. ويرى الأخصائي، حاتم بنرحمون، الإطار بالمركز الجهوي لتحاقن الدم بمدينة طنجة، أن التبرع بهذه المادة الحيوية يساهم في تجديد كريات الدم عبر تنشيط عمل النخاع العظمي المسؤول عن إنتاج الخلايا الدموية وتسهيل سيولة الدم، بالإضافة إلى مساهمته في الرفع من عوامل التخثر في الدم، وبالتالي المساهمة في علاج بعض حالات النزيف كالرعاف، القرحة... والوقاية من أمراض القلب. وأضاف الدكتور، في حديث مع جريدة "طنجة 24" الإلكترونية، أن الدراسات الحديثة أثبتت أن الأشخاص المتبرعين بدمهم أقل عرضة لأمراض القلب، كما أنهم يتأكدون من خلال هذه العملية من سلامتهم وذلك عبر الفحص الذي يجريه الطبيب بالإضافة إلى التحاليل التي تجرى على الدم المتبرع به. وبهذا الخصوص أوضح بن رحمون، أن الدم المأخوذ من المتبرع يتم التأكد من خلوه من الأمراض المعدية، التي تنتقل عن طريقه مثل أمراض نقص المناعة المكتسبة (الايدز) و التهابات الكبد الفيروسية من نوع (ب، ج) والزهري والملاريا، وذلك بعد إجراء الفحوصات المخبرية. ورغم فوائده الكثيرة، إلا أن ثقافة التبرع بالدم مازالت محدودة بالمغرب بصفة عامة ومدينة طنجة على وجه الخصوص، الأمر الذي تسبب في وقوع أزمة حادة في مخزون الدم بالمركز الجهوي بعاصمة البوغاز، في وقت الذي تعرف فيه هذه الأخيرة ارتفاعا في معدل حوادث السير، وزيادة في أعداد مرضى القصور الكلوي وأمراض مزمنة أخرى تجعلهم في أمس الحاجة إلى هذه المادة الحيوية. وحسب مصدر طبي مسؤول من داخل المركز، فإن هذا الخصاص ينذر بحدوث ما هو أسوء، وذلك بعد تسجيل أرقام جد ضعيفة للمتبرعين خلال الأشهر القليلة الماضية، حيث يمتلك المركز حاليا مخزونا يكفي ليومين فقط، مع غياب تام لفصيلة "o+"، والفصائل الأخرى النادرة. ويضيف المصدر ذاته، أن المركز الجهوي لطنجة أطلق نداء عاجلا للمواطنين المقيمين بالمدينة ونواحيها من أجل التبرع بالدم في أقرب فرصة، وذلك من أجل سد هذا الخصاص الحاصل على مستوى المخزون المحلي والجهوي.