في إطار تكريم مهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط، في نسخته الثالثة والعشرين (25 مارس - 1 أبريل) للسينما الصينية، تم، أمس الاثنين بتطوان، عرض فيلم "عملية ميكونغ" لمخرجه الصيني دانتي لام. وقد انبنى هذا الفيلم، (140 دقيقة) على وقائع حقيقية عرفت باسم "مذبحة ميكونغ"، إذ وقعت باخرتان تجاريتان صينيتان في كمين لعصابة لتجار المخدرات وهي تبحر في نهر ميكونغ بمياه "المثلث الذهبي إحدى أكبر مناطق العالم إنتاجا للمخدرات"، وتم قتل 13 بحارا بطريقة بشعة وحيازة 900 ألف قرص مهلوس، فأرسلت الحكومة الصينية فرقة ضباط متخصصة في مكافحة تهريب المخدرات. ويندرج هذا الفيلم، الذي تم عرضه بحضور السفير الصيني بالرباط ونائب رئيس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة محمد الملاحي، بالخصوص، في إطار أفلام الحركة والعنف التي تتطلب ميزانية ضخمة وممثلين أكفاء وكومبارسا كبيرا وإمكانيات لوجيستيكية هائلة (حوامات، بواخر، زوارق ... )، ما أنتج فيلما قويا ومشوقا شد أنفاس المتفرجين لأزيد من ساعة ونصف الساعة. وفي الإطار ذاته، يتم اليوم عرض الفليم الصيني "المعلم" للمخرج شين كايج، (119 دقيقة)، الذي يحكي قصة معلم من منطقة الجنوب يحل في بداية القرن العشرين بمدينة "طيانجين" ليفتتح مدرسة للكونغ فو، لكن كان عليه قبل ذلك أن يتبع قواعد محددة تتمثل في اقترانه بامرأة، وجعل شخص تحت حمايته، وعقد اتفاق مع المعلم "زهين"، إلا أن سلطة هذا الأخير كان يتم التشويش عليها من السيدة "زو" المتحالفة مع أحد أمراء الحرب. يذكر أنه تم ترشيح المخرج الصيني شين كايج لنيل جائزة سيزار ، وسبق أن حصل سنة 1992 على جائزة السعفة الذهبية في مهرجان "كان"، عن فيلمه "وداعا خليلتي". وكان السيد الملاحي قال، في افتتاح الدورة الحالية للمهرجان، "إن الانتماء للمتوسط لا ينبغي أن يغرقنا فيه و أن يجعلنا أسرى هوية منغلقة مسدودة الأفاق"، مضيفا قوله "وقد كنا في مجلس الجهة سباقين إلى الانفتاح على دولة الصين، وعقدنا السنة الماضية سلسلة لقاءات في الصين والمغرب، توجت بإبرام اتفاقيات وعقد شراكات في مجال التكنولوجيات الحديثة و البحث العلمي ضمن الاتفاقية الاستراتيجية التي تجمع المغرب بالصين منذ الزيارة الأخيرة التي قام بها جلالة الملك محمد السادس نصره الله إلى الصين". وتسعى فقرة "السينما الصينية ضيف المتوسط" الاستثنائية في برنامج مهرجان تطوان الدولي، المنظمة بتعاون مع الهيئة العامة الصينية للإعلام والنشر والإذاعة والسينما والتلفزيون ، إلى ارتياد آفاق سينمائية جديدة، من خلال الاطلاع على المنجز السينمائي الصيني، في سياق التواصل المغربي الصيني "جنوب/جنوب"، التي تعزز في السنوات الأخيرة، من خلال مذكرة التفاهم الجديدة بين البلدين، ومن خلال عدد من الوثائق، التي تضمنت اتفاقيات شراكة في مختلف القطاعات والمجالات.