مسيرة 6 من أبريل2014 الضاربة في الاحتجاج المتمدن والحضاري الذي رسخته في الذاكرة مركزيات ثلاث ، شكلت بصيغة أو بأخرى أقوى صرخة ضد الكسل الحكومي لها عنوان واحد هو الغضب الكبير مسيرة جندت 300 ألف مناضل" ينقص أو يزيد ليس مشكلا " لا يمكن النظر إليها فقط مما حققته على مستوى السياسة والبرغماتية النقابية ، وهو أمر لا يجادل في قردان بل يمكن قراءتها اقتصاديا أيضا كيف ذلك؟ يوم 6 أبريل حمل كل مناضل غلافا ماليا لا يقل عن 100 درهم لتلبية مصاريف أساسية مثل الطعام والشراب والتنقل وهو تقدير للحد الأدنى ، قوافل بشرية حجت إلى البيضاء محمولة من شمال المغرب وجنوبه شرقه وغربه ، قدر أحد المتتبعين أن عجلة الاقتصادبالدار البيضاء تحركت على نحو تصاعدي ملفت ، حيث تم استهلاك أكثر من 300 الف قنينة ماء معدني ، واحتساء 400 ألف فنجان قهوة ومثلها من الشاي والأكلات الخفيفة …. فضلا عن كماليات أخرى لا داعي لذكرها، كما ساهمت وسائل النقل المستعملة من ضخ ملايين من الدراهم في حساب محطات الوقود، وارتفعت مداخيل الآلاف من حراس مواقف السيارات التي ضخت الملايين من الدراهم في صدر العدادات الآلية المسيرة بصرف النظر عن كونها ناقوس خطر ضد السياسة الحكومية غير المبالية بالاساسيات ، والمنصرفة إلى اهتمامات لا تفلح سوى في تعميق الجراح وتوسيع الهوة بين المواطن وحاجاته الضرورية شكلت بمعنى ما رافعة للاقتصاد الوطني ، رغم أن هناك مصدرا حكوميا تنبأ لها بالفشل الذريع قائلا " إنها مسيرة بدون معنى ؟؟؟؟ مسيرة 6 ابريل حققت المطلوب سياسيا نقابيا واقتصاديا وما على الحكومة اليوم إلا أن تستجيب لأقوى صرخة طبعت النصف الأول من السنة الجديدة ، أن تحاور وفق أجندة محددة ، أن تقدر حجم هذا الغضب العمالي والمجتمعي الكبير ، وان تستلهم الدرس قبل فوات الأوان