دعنا من كل هذا …والحب..؟؟ هل للحب مكان في زمن العولمة الكاسح هذا ؟ قال طبعا ، وبنكهتها" نعم ، للحب مكان ، وملح طعام العولمة .. الحب في أقصى تجلياته حب العولمة مساحة إضافية لإغناء الحب الإنساني في نبله وطهارته ،في كونيته وناموسيته ، شريطة أن تقتنع الذات المنتجة لهذه العملة السيكولوجية المتفردة في خصوصيتها أن الكرة الأرضية بقاراتها ومحيطاتها ، ليست لها وحدها ، لكي تعيش ، وتسود ، وتمرح، أو تتعرى، أوتسدل لحاها ، كما يحلو لها ومتى تشاء ، عليها أن تأخذ بأن التعدد، حياة ، وحوار ثقافات ، ليس مجرد الإيمان به بلفظ وكلام ، وإنما الأخذ به كنظام تواصل ، وأسلوب حوار ،وتصريفه عملة يومية . لسبب بسيط ، هو أن هناك أناسا آخرين يعيشون معنا على نفس الكوكب ، شاءت سياقات وثقافات وحكامات ، أن يتبوؤا مراكز الأفضلية على مستويات متقدمة ، في الاقتصاد والتكنولوجيا ، في الفكر والسياسة والعلوم وتشاء نفس الاختيارات أن تبؤئنا مراكز غير محترمة ، وهم كذلك ، نختلف معهم في الأفكار والدين والثقافة ،وهذا حقنا ، وكما نحس بأننا ندافع عن ديننا وثقافتنا وتراث أجدادنا ،أو بالأحرى كما "نريد نحن أن نعيش أحرارا ولا نقبل تدخل احد في أفكارنا وديانتنا وطريقة حياتنا التي ورثناها عن ثقافة أجدادنا، فأولئك الآخرين أيضا يختلفون عنا ، ويريدون الشيء نفسه" وهو محقون. بهذا المعنى ، ربما يصبح الحب سيد هذه المسافات كلها ، وملح طعام العولمة وأحد أهم توابلها. عزيز باكوش كاتب وإعلامي.