قالت مصادر مطلعة إن اجتماعا طارئا يجري الآن في مكتب حزب الأصالة والمعاصرة بطريق الزعير بالرباط، لبحث استقالة فؤاد عالي الهمة من لجنتين أساسيتين في الحزب، هما لجنة التتبع ولجنة الانتخابات، في خطوة اعتبرها مراقبون تمهيدية في أفق انسحابه من الحزب بشكل نهائي. وأضافت المصادر ذاتها، أن بيد الله، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، توصل برسالة استقالة الهمة من اللجنتين المذكورتين. ودعا الأمين العام لحزب الجرار إلى عقد اجتماع استثنائي صباح اليوم الاثنين، وذلك بمقر الحزب من أجل البث في قرار استقالة فؤاد عالي الهمة الذي يعتبر المؤسس الحقيقي للحزب.
وتعتبر استقالة الهمة من لجنتين هامتين: إشارة قوية من الهمة لإظهار عدم رضاه عما يجري داخل الحزب، في الوقت الذي تصاعدت فيه وثيرة التصدعات والاحتجاجات ضد حزب "البام"، الذي تطالب حركة 20 فبراير وعدد من الفعاليات بحله.
و قالت مصادر عليمة أن سبب الخلاف، يعود الى تشبث بيد الله بتأجيل مؤتمر الحزب الى ما بعد الإنتخابات، وهوما رفضه الهمة رفضا قاطعا، لكون بيد الله أبان خلال فترة قيادته للحزب عن ضعف كبير في التسيير، وأضافت نفس المصادر أن الهمة كان ينوي الإعداد للمؤتمر لكن بيد الله تخوف من عدم تزكيته كأمين عام. وهناك تخوف كبيرمن تشتت الحزب وحل هياكله إذا ما استمر بيدالله في تعنته بكرسي المسؤولية على حد قول مصدرنا.
وتعد استقالة الهمة من اللجنتين المذكورتين سابقا، رسالة من الهمة إلى خارج الحزب، ليظهر أنه مع التشبيب، وأنه مع تطهير الحزب من كثلات سياسية وظفها في انتخابات 2009. وربط الكثير من المتتبعين هذه الاستقالة وبين ما يشهده الحزب منذ فترة بسبب الصراعات بين الاتجاهات المختلفة داخله، والتي ما فتئت أن تفجرت.
ويقود الاتجاه الأول كل من: بلكوش وخديجة الكور وميلودة حازب والطاهر شاكر، وأغلبهم من القيادة، واتجاه آخر يشكله اليساريون، من بينهم عبد الحكيم بنشماس وبن معزوز وابو قاسم، وقد تمركز الخلاف حول عقد المؤتمر الوطني للحزب، حيث دعا بنشماس ومن معه إلى مؤتمر وطني استثنائي يعالج الوضع الذي يعيشه الحزب على ضوء ما تراكم منذ نشأته والمحيط الذي يعيش فيه ، في حين ظلت أغلبية أعضاء القيادة راضية عن الوضع . قياديون من البام يدعون إلى مجلس وطني ومؤتمر استثنائي تليكسبر يس- خاص دعا قياديون في حزب الأصالة والمعاصرة "إلى انعقاد المجلس الوطني عاجلا، من أجل البت في قرار عقد مؤتمر استثنائي في أقرب أجل، يتولى قراءة وتقييم التجربة السياسية للحزب وتطوير أطروحاته الفكرية والتنظيمية والسياسية، ومعالجة أعطاب الأداء وبلورة الاجوبة بشأن الاسئلة الكبرى التي يطرحها الحراك السياسي والمجتمعي الجاري ببلادنا والاستحقاقات المؤسسة التي تقدم عليها بلادنا، بما يجعل الحزب في جاهزية تامة لمواجهة التحديات الكبرى في الشهور المقبلة". وذكر البيان الذي وقعه كل من، صلاح الوديع - حكيم بنشماس - فاطمة السعدي- سامر أبو القاسم - عزيز بنعزوز - محمد بودرا - فريد أمغار - وحيد خوجة - المكي الزيزي - بشرى المالكي، أن ذلك يأتي أمام العجز الذي أصبح يظهره المكتب الوطني للحزب في إدارة المرحلة بما في ذلك التأخر في عقد الشوط الثالث من دورة المجلس الوطني المفتوحة. وأوضح البيان أن "حزب الأصالة والمعاصرة الذي انبثق عن فكرة اندماجية شجاعة لأحزاب متعددة بناء على مشروع تقدمت به حركة لكل الديمقراطيين، آثرت الانصهار في مشروع موحد يجمع الكفاءات من المشارب المتنوعة، والمنتخبين من كل الأجيال، تحذوها عزيمة المساهمة في ترسيخ البناء الديمقراطي الحداثي والتغلب على تحديات التنمية وإرساء أسس العدالة الاجتماعية، لقادر اليوم – بكل مكوناته - على مواجهة هذه التحديات بكل ما تتطلبه اللحظة من حكمة وثبات وجرأة على محاسبة الذات واستشراف المستقبل". وقال "إن حزبنا اليوم، إسوة بباقي أحزاب الطيف الوطني وفي المقدمة منها الصف الديمقراطي الحداثي، يوجد في مواجهة هذه الأسئلة، مضافا إليها أسئلة تقييم تجربته الخاصة والوقوف على مكامن الخطأ والصواب، بعد أكثر من سنتين على وجوده واستخلاص دروسها بالشجاعة والجرأة السياسية المطلوبة، تضع مصلحة بلادنا في المقام الأول، وذلك في سياق زمني متسارع، تقاس لحظاته ليس بالشهور والأعوام، بل بالأسابيع والأيام". ويأتي البيان المذكور مباشرة بعد تقديم فؤاد عالي الهمة مؤسس الحزب استقالته من مهامه داخل اللجان الوظيفية.