قال الخبير والمحلل الاقتصادي الأستاذ عبد المالك العلوي إن الخطاب الذي وجهه جلالة الملك محمد السادس اليوم الأربعاء إلى الأمة بمناسبة ذكرى عيد العرش، "خطاب مؤسس" يكرس "المصالحة بين التفكير والتنفيذ". وأضاف عبد المالك العلوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، بخصوص الدعوة التي وجهها جلالة الملك لإجراء دراسة لقياس القيمة الإجمالية للمغرب بين عامي 1999 و 2013 ، أن جلالة الملك أكد في هذا الخطاب أنه يتطلب تحليل الإنجازات التي تحققت في السنوات ال 15 الماضية وقياس أثر هذه الانجازات على المستوى الاجتماعي والبشري والاقتصادي .
وأبرز العلوي، الذي يشغل أيضا منصب الرئيس التنفيذي للجمعية المغربية للذكاء الاقتصادي، أنه بهذه "المقاربة الشمولية"، فإن جلالة الملك قرر أن تقوم هيئة مستقلة وهي المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي بإعداد هذه الدراسة المهمة حول واقع المغرب.
وأكد أن هذه الوقفة التأملية التي دعا اليها جلالة الملك، ستكون مماثلة لتلك التي تم القيام بها سنة 2005، والتي مكنت من تقييم الإنجازات وتحديد أوجه القصور وسقف التطلعات.
وتعليقا على التشخيص الذي قام جلالة الملك بخصوص توزيع الثروة بين المواطنين، وصف العلوي هذا التشخيص ب"الشجاع"، مضيفا أن المغرب حقق معدل نمو مهم خلال السنوات الأخيرة ، لكن هذا النمو رغم أهميته، كما أكد ذلك جلالة الملك ، "لم يتم توزيعه بشكل عادل".
وحسب المحلل الاقتصادي، فإنه آن الآوان بالنسبة لجميع مكونات الأمة لكي تنكب على مسألة توزيع الثروة، مضيفا أنه "يتعين علينا إعطاء أهمية لمسألة مؤشر جيني (مؤشر قياس الفوارق داخل مجتمع ما)، على غرار الاهتمام بالرفع من الناتج الداخلي الخام.
وفي ما يتعلق بالدور المناط بالحكومة وبالبرلمان بهذا الخصوص ، أكد السيد العلوي أنها ليست المرة الأولى التي يدعو فيها جلالة الملك غرفتي البرلمان للقيام بمبادرات في هذا الاتجاه، وكذلك الشأن ذاته بالنسبة للحكومة.
وقال "إذا اعتبرنا ، والحال كذلك، أن الطموح الذي حدده جلالة الملك هو في مستوى الخيارات الاستراتيجية للمغرب، فإن غالبية الفاعلين يتفقون على أن التنفيذ لم يكن دائما في المستوى".
وتوقع العلوي، مؤلف كتاب " الذكاء الاقتصادي والحروب الخفية في المغرب"، والذي أصدر بشكل مشترك عدة أعمال مع مؤلفين آخرين، أن تكون هذه الدراسة "شاملة وأكثر واقعية "، وأن يتم تفعيل دعوة جلالة الملك بخصوص هذه الدراسة، على أرض الواقع .