كتبت وكالة " أنسا " الإيطالية أن الجهود التي بذلت على مدى سنوات والاستثمارات الضخمة لإنعاش السياحة في الصحراء الجزائرية ذهبت في مهب الريح في ساعات قليلة بفعل " جنون القتل " لدى جماعة يشتبه في انتمائها لتنظيم " الدولة الإسلامية " قامت بقطع رأس الرهينة الفرنسي هرفي غورديل.
واعتبرت الوكالة الإخبارية الإيطالية في مقال تحت عنوان "السياحة في الصحراء الجزائرية تنهار بقتل الفرنسي هرفي غورديل"، أن هذه المأساة حدثت بالرغم من المراقبة الشديدة التي تقوم بها قوات الأمن والجيش على امتداد التراب الجزائري وخصوصا في منطقة القبائل التي أضحت مسرحا لقلاقل اجتماعية وسياسية.
وحسب كاتب المقال فإن هذه المنطقة من الجزائر أصبحت منذ بضع سنوات بؤرة لحركات مسلحة مرتبطة بالإسلام المتطرف، ابتداء بالقاعدة ووصولا إلى " الخلافة المعلنة من جانب واحد في سوريا والعراق".
وذكرت الوكالة الإخبارية بأن الجزائر واجهت منذ أربع سنوات مشكلة خطف السياح ( 2010 بتمنراست) واختارت آنذاك إغلاق منتزه أهجار الذي كان الوجهة المفضلة لآلاف السياح مشيرة إلى أن "الصدفة (ولا نعرف ما إذا كان الأمر فعلا صدفة) جعلت خطف السائح الفرنسي وقتله يتم عشية الافتتاح الرسمي للموسم السياحي بالصحراء الجزائرية ".
وأضافت الوكالة الإيطالية أن " التصريحات المطمئنة للسلطات الجزائرية بخصوص الأمن في هذه المنطقة لم يكن لها مفعول كبير أو لم يكن لها أي مفعول. والدليل هو أن شركات الاسفار تخشى أن تنهمر عليها في الساعات المقبلة موجة من إلغاء الحجوزات ستعصف بالجهود التي بذلت خلال المعارض ومواعيد الترويج السياحي الأخرى ".
وأضاف المصدر نفسه أن تحذيرات السفارات الغربية لرعاياها الذين يعتزمون السفر للخارج، لا تشجع بالمرة على تحسن الوضع السياحي في البلدان حيث "يتجلى الإرهاب الإسلامي ".
وحسب المصدر نفسه فإنه مع بروز بوادر موسم سياحي كارثي في الصحراء الجزائرية فإن الأمل الوحيد الذي يتمسك به مهنيو السياحة وأصحاب الفنادق هو النهوض بالسياحة الداخلية والتي تظل بالرغم من " حيويتها " غير قادرة على تعويض " الخسائر التي خلفها مقتل هرفي غورديل.