عممت النقابة الوطنية للصحافة المغربية على أعضائها بلاغا مؤرخا ب25 مارس 2015، تحت عنوان: "لقاء حول مشاريع سكنية"، تخبر فيه عن تنظيم لقاء مع "جمعية متخصصة في السكن الإيكولوجي و الاجتماعي، وذلك لعرض هذا المنتوج، الذي قد يهم الراغبين في اقتناء سكن، وسيتم خلال هذا اللقاء، عرض المنتوج، وشروط المساهمة، وكل ما يتعلق بالمشروع، من طرف المشرفين عليه، والذين يودون اللقاء بالمهتمين بهذا العرض". وسيعقد اللقاء بالمقر المركزي للنقابة في الرباط يوم الاثنين 30 مارس 2015 في الساعة الخامسة مساء. كما "سيتم خلال هذا اللقاء، عرض المنتوج، و شروط المساهمة، و كل ما يتعلق بالمشروع، من طرف المشرفين عليه، و الذين يودون اللقاء بالمهتمين بهذا العرض. وتعتبر هذه الدعوة موجهة لكل العاملات و العاملين في مختلف وسائل الإعلام و الصحافة".
ويأتي هذا البلاغ واللقاء بشكل مفاجئ، إذ لم يسبق للنقابة أن تداولت في مجلسها الفيدرالي الأخير يوم عاشر فبراير 2015، ولا في اجتماعات مكتبها التنفيذي مثل هذا الموضوع المتعلق بالسكن. ومما أثار استغراب عدد من العاملين في الجسم الصحفي الذين توصلوا ببلاغ النقابة مصحوبا بالملف التجاري التسويقي للمشروع السكني أنه لا يختلف في شروطه وقيمته المادية عن ما هو معمول به في سوق العقار، كما تم التساؤل عن أصحاب هذه المشاريع العقارية المتخفية تحت نقاب جمعية، وما هي الصلات التي تربطهم ببعض قادة النقابة، وهل تم استعراض مؤسسات أخرى منافسة ربما تعرض شروطا وأثمنة أقل.
ومن جهة أخرى ثار الصحفيون صباح اليوم عبر شبكات التواصل الإجتماعي فيسبوك وتويتر ضد "كل تحويل للنقابة الوطنية للصحافة المغربية الى وكالة سمسرة عقارية" حسب ما جاء في إحدى التغريدات.
وقال أحدهم: "لن نقبل بشركة تجارية أن تحول نقابتنا الى فرع تابعة لها"، بينما نادى البعض بمقاطعة اللقاء المزمع تنظيمه يوم 30 مارس :"نحن مجموعة من الصحافيات والصحافيين التابعين للنقابة الوطنية للصحافة المغربية نرفض أن تتحول نقابتنا العتيدة الى وكالة عقارية للسمسرة".
ويذكر أن ثمن اقتناء الشقة هو 44 مليون سنتيم بينما قطعة ارض صالحة لفيلا ب 130 مليون... وهي الاثمنة المعمول بها والمتعارف عليها بالمنطقة التي أقيم عيها المشروع. هذا في الوقت الذي يبقى فيه مقر حي الليمون الذي تملكه النقابة مغلقا وموضوعا رهن السمسرة الخفية لبيعه، بدعوى طموح المسؤولين في النقابة لشراء مقر يليق بالنقابة، والمقر هو عبارة عن فيلا لم تفكر النقابة في برمجة أي زيارة لأعضاء مكتبها ومجلسها الفيدرالي للوقوف على بنايته وهل هي حقا غير لائقة لاستقبال اجتماعات ومكاتب النقابة العتيدة.
ألا يدعو الأمر إلى السؤال عن الشفافية والوضوح لدى نقابة الصحافيين، أم أنه سؤال سيقابل بالاستنكار وبالتشويش، وبدعوتنا إلى الصمت والسكوت فالناس تشتغل وتضحي بوقتها.