ظاهرة إعلامية يعيشها المغرب يمكن اعتبارها عادية لو كانت واضحة، ولكن مادام يتم استعمالها بشكل ملتبس فإنها تدخل في النصب على القارئ والمبحر في الأنترنيت وحتى على وزارة الاتصال ووكالات الإشهار. هذه الظاهرة تسمى الدوباج. فهل يعلم الوزير الخلفي مايلي: مواقع إخبارية مغربية تتحشش وتتناول المنشطات؟ تقوم هذه المواقع بشراء صفحات في مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصا الفايسبوك، كما يتم شراء مساحات إعلانية، ويتم تقديم المتابعين في الفايسبوك على أنهم قراء للموقع، مع العلم أن هذه الفئة يتم جمعها من العالم الأزرق وهناك متخصصون في ذلك، ويمكن أن تضم هذه الصفحات عددا كبيرا، وقد يكون هؤلا أغلبية، لا يعرفون اللغة التي تبث بها مواضيع الموقع. فعندما يتم الحديث عن مليون متتبع فلا يعني ذلك أن الموقع له صدى كبير، ولكنه موقع "محشش" و"مدوبّي" بالمنشطات الفايسبوكية، ولولا "الدوباج" لأصبحت مواقع عادية وقراؤها متواضعون.
قد يكون الأمر عاديا من خلال البحث عن الإشعاع والبحث عن قراء جدد، شريطة ان يتم ذلك بوضوح. فموقع ظهر البارحة ووصلت صفحة متتبعيه بالفايسبوك مليون متتبع. صاحب الموقع الذي صرف أكثر من 200 مليون في هذا الشأن يحاول الترويج أن ذلك جاء نتيجة الخط التحريري للموقع، بينما لم يستطع بخطه التحريري المذكور بيع آلاف النسخ من جريدته الورقية.
لو تم تناول القضية على أساس أنها صفحات تشترى وإشهار في الفايسبوك لتم اعتبار الموضوع منتهيا، لكن أن يتم الترويج لهذه القضية على أنها مجهود تحريري فهنا مكمن المغالطة.
وعند الاطلاع على الأرقام الحقيقية لعدد الزوار يوميا لبعض المواقع تفاجأ بأن أرقام الفايسبوك ليست هي الأرقام الحقيقية للذين يدخلون إلى الموقع. وعلى وزارة الاتصال أن تتعامل مع المواقع على هذا الأساس دون تصنيف موقع كثير الزوار وموقع متوسط وآخر قليل. كما أن وكالات الإشهار ينبغي أن تكون على وعي تام بما يروج له أصحاب المواقع المحششة.