ترأس السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة، عمر هلال، أمس الثلاثاء بنيويورك، الجلسة الافتتاحية لأشغال اللجنة الثالثة بالدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، المكلفة بحقوق الإنسان والقضايا الاجتماعية والانسانية. وأكد هلال، الذي تم انتخابه في يونيو الماضي بإجماع الأعضاء ال 193 في الأممالمتحدة رئيسا للجنة الثالثة لحقوق الإنسان، أن هذا الاختيار "يشكل اعترافا من المجموعة الدولية بالتقدم الذي حققه بلدي، المغرب، في مجال حقوق الإنسان، وتصميم كل القوى المغربية الحية، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، على تعزيز الديمقراطية، ودولة الحق والقانون والحريات الأساسية".
وأبرز السفير المغربي أن الدفاع عن مصالح إفريقيا من بين أولويات رئاسته للجنة الثالثة، معربا عن "اعتزازه" بتمثيل إفريقيا والدفاع عن مصالحها على رأس اللجنة.
وأشار إلى أن "النهوض بالتنمية الاجتماعية وتعزيز التعاون الدولي لتمكين بلدان القارة من التوفر على السبل الكفيلة بتعزيز الديمقراطية ودولة الحق والقانون واحترام حقوق الانسان من بين أولويات رئاسته".
كما لاحظ هلال أن أشغال اللجنة توجد في صلب المبادئ الثلاثة لعمل منظمة الأممالمتحدة منذ عقود عديدة، والمتمثلة في "الأمن والسلام، والتنمية، وحقوق الإنسان"، داعيا في هذا الصدد البلدان إلى اغتنام الفرصة التاريخية للدورة السبعين للجمعية العامة من أجل "الاستجابة لتطلعات بلداننا بخصوص تعزيز وحماية حقوق الإنسان".
في السياق ذاته، شدد الدبلوماسي المغربي على الضرورة الملحة للتشاور من أجل إنجاح مهمة هذه اللجنة، لافتا إلى أنه من أجل "إنجاح هذه المهمة النبيلة، يتعين أن نعمل جميعا يدا في يد".
كما دعا هلال أعضاء اللجنة إلى "تركيز الجهود على ما يوحدنا وليس ما يفرقنا"، و"وضع كرامة الإنسان في صلب الأولويات"، مؤكدا على أن حقوق الإنسان والقضايا الاجتماعية والتنموية "تستحق هذا الجهد الجماعي".
وسجل أن القضايا العديدة التي تعالجها اللجنة الثالثة وعملها الأفقي يفرض أيضا تضافر وتنسيق المبادرات مع الهيئات الوكالات الأخرى التابعة للأمم المتحدة والمكلفة بالملفات ذاتها، مضيفا أن هذا التنسيق يفرضه الحرص على العمل ب "فعالية وتنسيق وكفاءة".
وبعد أن ذكر بأن الموضوع الرئيس لمناقشات الجمعية العامة خلال السنة الحالية يتمثل في "السلام والأمن، وحقوق الإنسان"، أبرز السيد هلال أن هذا الاختيار "يعزز أكثر أهمية أشغال ومسؤولية اللجنة الثالثة".
في هذا الإطار، أضاف السيد هلال أن اللجنة مدعوة للقيام بعمل "قوي وفعال ومنسق" من أجل المساهمة في الجهود الدولية بشأن قضايا السلام والأمن وحقوق الإنسان، مذكرا بÜ "الأزمات والنزاعات الداخلية بعدد من بلدان العالم، والتهديدات الإرهابية بمنطقة الساحل والصحراء والشرق الأوسط وأزمة اللاجئين بأوروبا".
وأشار إلى أن "المهمة النبيلة للجنة المتمثلة في النهوض بحقوق الإنسان وحمايتها تفرض علينا مضاعفة الجهود وتوحيد القوى من أجل الدفاع عن كرامة الإنسان، التي يتعين أن تبقى في صلب عملنا اليومي، بعيدا عن كل تلاعب أو تسييس".
من جهة أخرى، أبرز هلال أن اللجنة الثالثة مدعوة لتقوية العمل الوقائي للمجموعة الدولية، عبر تفعيل وتكريس الديمقراطية ودولة الحق والقانون في كل ربوع العالم، مشددا على الدور "الأساسي" للمجتمع المدني وضرورة تقديم الدعم الذي يحتاجه.