قال مدير مركز إيران للدراسات العربية بلندن، علي رضا نوري زاده، إن المغرب يشكل قاعدة حضارية عريقة وتاريخية في شمال إفريقيا ونموذجا للحداثة غير مسبوق بالنسبة لبلدان المنطقة الأخرى. وأضاف نوري زاده، الذي شارك بأصيلة في ندوة "النخب العربية والإسلامية .. الدين والدولة" (24-25 يوليوز)، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أمس الاثنين، أن الموقع الاستراتيجي للمغرب وقربه من أوروبا، وكذا إلمام المغاربة باللغات وشغفهم بها، أسهما بشكل ملموس في تحديث البلد وانفتاحه على العالم.
وأكد أن العالم العربي الإسلامي يمر حاليا بمرحلة "صعبة جدا"، تتسم بصعود التيارات المتطرفة وتصاعد أشكال العنف والمخاطر الإرهابية، معربا عن تقديره للجهود التي يبذلها المغرب والهادفة إلى التصدي لهذه الآفة "المعادية والخطيرة في آن" والإجراءات المتخذة من أجل تحديث المجتمع وتحرير فكره وإيقاظ ضميره.
وأبرز الباحث دور النخب السياسية والثقافية في نشر القيم الحقيقية للإسلام، التي تدعو إلى الحرية والتسامح، وتوجيه الشعوب الإسلامية وتلقينها الفرق بين الديانة الحنيفية السمحة و"التطرف".
وفي هذا الصدد، أشاد الباحث الإيراني بانفتاح الشباب المغربي، الذي يعكس، في نظره، نجاح الدولة في نشر روح الاعتزاز والإنسانية في أوساط الشباب الذي يستشرفون المستقبل بثقة، دون أن يبقوا أسيري نموذج مجتمع مكبل بأغلال الماضي.
وأعرب عن سعادته للمشاركة في موسم أصيلة الثقافي الدولي، الذي تنظم دورته الحالية (38) ما بين 15 و28 يوليوز، والذي يلم نخبة من المفكرين والفنانين والشخصيات البارزة من أرجاء العالم الأربعة.
وعبر علي رضا نوري زاده عن "إعجابه الشديد بالتنمية الثقافية التي تميز المغرب عن باقي بلدان المنطقة"، خاصة في ميادين الفن والسينما والشعر والمسرح، وكذا "التقدير الكبير" الذي يكنه ل"صاحب الجلالة الملك محمد السادس ورؤية جلالته المستنيرة التي تقود المملكة على نهج التنمية والحداثة والرقي".
يذكر أن ندوة "النخب العربية والإسلامية .. الدين والدولة"، التي نظمت في إطار الدورة 31 لجامعة المعتمد بن عباد الصيفية، ضمن موسم أصيلة الثقافي الدولي، جمعت مشاركين من المغرب وتونس ومصر والعربية السعودية والكويت وإيران وباكستان وإندونيسيا، لتدارس دور النخب والدولة في الدفاع عن الدين الإسلامي ومكافحة التشدد الديني.
