برنامج "شهداء الوطن" خاص بثته قناة ميدي 1 تي في مساء أمس الأحد، تناول قضية تأبى الذاكرة أن تنساها أو تتناساها، القضية التي ذهب فيها شهداء وضحايا يجرون خلفهم أعطابا تسبب فيها المارقون من بني جلدتنا، الذين باعوا دينهم وعرضهم للأجنبي، مقابل دينارات لتلبية نزوات آثمة. إنها قضية كديم إزيك. هذا الجرح الغائر الذي لن تندمل ندوبه مهما طال الزمن. هناك قضايا تذروها ريح الصباح أو يطمسها ظلام الليل. لكن شهداء الوطن هم نجوم في السماء تضيء الطريق وتنير العتمة. شهداء الوطن هم نبراس الأجيال القادمة ورسالتهم واضحة: لا تفريط في تراب الوطن ولا تفريط في حق الشهداء. برنامج "شهداء الوطن"، الذي أعده سامي المودني، محاولة لاسترجاع اللحظة التي رسمت مسار عائلات بأكملها. لحظة أراد لها المرتزقة أن ترسم مسار وطن. كانوا يريدون ربيعا مغربيا برسم التدخل الأجنبي، لكن هذا الوطن عصي على المؤامرات. شاهد العالم من أقصاه إلى أقصاه كيف تعاملت الدولة ومؤسساتها بالقانون وكيف استعمل المرتزقة كل وسائل التخريب والقتل.
برنامج جمع بين التاريخ ومطالب المستقبل. عاد ليمحص كيف حدثت الوقائع ويضع ادعاءات الانفصاليين في مختبر الحقيقة. كل مزاعمهم باءت بالفشل لأن الشمس لا يمكن إخفاؤها بالغربال. الصورة والصوت شاهدان على فظاعة الجريمة ومرتكبيها. قتل بدم بارد. تبول على جثت الشهداء. سيوف وأسلحة بيضاء وهراوات وقنينات محترقة يحملها مجرمون في واضحة النهار.
من خلال تتبع المسار الذي رسمه معد البرنامج يتبين أنه أراد أن يوصل للمهتمين رسالة قوية. رسالة تتساءل عن التكلفة الاجتماعية للأحداث الأليمة. انتصر الوطن بفضل تضحيات رجاله الأبطال. وانتصر بفضل الانضباط الذي مارسته القوات العمومية رغم الإرهاب الذي مارسه الانفصاليون. هذا الانتصار كان له ثمن. والثمن هو دماء الشهداء. والوطن يستحق أكثر من ذلك. يستحق الغالي والنفيس.
في كل معركة حق لابد أن نترك وراءنا ضحايا. والشهداء تركوا وراءهم عائلات. أرامل وأمهات ثكالى وأبناء. هؤلاء لا يريدون جزاء ولا شكورا عما قدمه ذويهم. لكن يريدون شيئا واحد: المحاكمة العادلة حتى يأخذ المجرمون والقتلة العقوبة التي يستحقون دون الخضوع للابتزاز السياسي الذي تمارسه جمعيات ألفت الولوغ في صحن الكلب حاشا القارئ الكريم.