أقدم مجموعة من طلاب كلية الآداب و العلوم الإنسانية مساء يوم الخميس 28 نونبر على قطع الطريق و محاصرة حافلة مليئة بالركاب كانت قادمة من مارتيل و منعوها من مواصلة طريقها مدة تجاوزت 75 دقيقة احتجاجا منهم عن عدم توفير حافلات كافية لنقلهم الأمر الذي دفعهم إلى البحث عن مخرج لهذا المشكل و لو كان على حساب بعض رفقائهم الذين امتطوا الحافلة عند محطة الوقوف آية و ركاب غالبيتهم من النساء و الشيوخ و الأطفال و أناس لهم أشغالهم و ارتباطاتهم (موعد مع طبيب، سفر، بيع و شراء…) الذين لم يسمح لهم بالنزول و مغادرة الحافلة للذهاب لقضاء حوائجهم رغم إلحاحهم للسائق على ذلك. و قد أعرب ركاب الحافلة -الضحايا الأبرياء- عن تذمرهم و سخطهم عن هذا السلوك اللا أخلاقي و اللا حضاري و عن تركهم يعانون الأمرين في ظروف مزرية مدة ليست بالقصيرة (ملل و ضيق و توتر عصبي، جو ماطر، نوافذ مغلقة، تكدس، محرك الحافلة متوقف، سائق وشرطيان عاجزان ينتظران الفرج، الحافلات/النجدة تأخرت كثيرا كما لو أنها قادمة من المريخ…). و قد اشتد وقع الصدمة و ازداد الوضع سوءا و تدهورا حينما تم السماح لحافلة بالمرور و بعدها بنحو 20د. لحافلة أخرى، بينما ظلت حافلتهم محاصرة والأبواب مقفلة عليهم شبه مساجين دون وجه حق و دون أي ذنب اقترفوه. ظلوا كذلك كرهائن و كورقة للضغط و المساومة دون أية معلومة تصلهم عما يدور من حوار حول مصيرهم من الخارج أو أي توضيح و اعتذار من السائق. و بعد أخذ ورد و مفاوضات عسيرة و عذاب مرير و طول انتظار سمح للحافلة بمتابعة سيرها نحو مدينة تطوان بعد أن تمت الاستجابة و التنفيذ الفعلي للحقوق المشروعة التي انتفض الطلبة من أجلها: "في ماذا تفيد التسعيرة الجديدة إذا ظلت الحافلات تمر من أمامنا كالسهم؟" حسب تصريح أحد الطلبة. مشكل يعاني منه الطلبة يوميا، كان من الأولى على الشركة و الجماعة الحضرية و العمادة و السلطات الأمنية أن يتدارسوه بكل حزم و يوجدون له حلا نهائيا و ذلك بتوفير الحافلات الكافية خاصة ساعة عودة الطلبة مساء لديارهم، علما أن الكثيرين يمتطون حافلة أخرى من تطوان نحو المضيق و الفنيدق … ليصلوا مرهقين لمنازلهم فيما بعد 8 ليلا. أهذا يعقل؟ إضافة إلى تجهيز المكان المخصص لوقوف الحافلات المتواجد بالقرب من الكلية بمحطة مغطاة تقيهم -أثناء الانتظارالذى غالبا ما يكون طويلا كحال هذا اليوم- إما من حر الشمس أو من شدة الرياح و تهاطل الأمطار. أخيرا و ليس بآخر يستوجب ألا يتعرض المواطن و الراكب بصفة خاصة لأي شكل من أشكال الإهانة و الظلم و القهر و الابتزاز و التسخير، و ألا تغتصب حقوقه و تداس كرامته و تعرض للخطر سلامته سواء من شركة "تراسبورت سيتي باص" المحترمة أو من أية جهة كانت.