ممنوع رمي الأزبال هنا يا…ممنوع رمي الردمة هنا يا….ممنوع البول هنا يا….ممنوع الجلوس أمام داري يا….ممنوع الوقوف هنا كراج يستعمل….والقائمة طويلة، والمخاطب غالبا ما يتم وصفه ب"الحمار" شرف الله قدركم، أو تخويفه بأداء غرامة مالية ولا من يبالي. هي عبارات مألوفة لدينا، لأنا نراها في كل مكان أينما حللنا وارتحلنا في هذا البلد الحبيب، من طنجة إلى الكويرة على المحيط الأطلسي، ومن طنجة إلى السعيدية على البحر الأبيض المتوسط، وإلى قلب المغرب وأطرافه حتى مدن الصحراء. والتأمل في هذه العبارات والوقوف عندها لتحليلها يفضي بنا إلى أمرين اثنين: أولاهما: عجز الدولة عن تدبير قطاع النظافة والمرافق العامة (المستراح)، والثاني: خلل في قيم احترام حقوق الآخرين. فبالنسبة للأمر الأول حاولت الدولة جاهدة تدبير قطاع النظافة من خلال (التدبير المفوض) لكنه وللأسف لازال لم يراوح مكانه، فبالرغم مما نلاحظه في وسط بعض المدن الكبرى من نظافة، إلا أننا حين نتعمق في الحواشي والهوامش وأمام الأسواق نجد مسمى النظافة منعدما ولا يكاد يذكر. أما بالنسبة للمرافق العمومية مثل المراحيض فتكاد تكود منعدمة، وهذا أمر ينبغي للجماعات الحضرية أن تأخذه بعين الاعتبار، وأن توفره للمواطنين، وينبغي أن يكون له الحظ الأوفر في تخطيط المدينة، إذ هو علامة كبرى على التحضر، وذي دلالة واضحة على الاهتمام براحة المواطن. وهنا لا بد أيضا من تدخل المجتمع المدني في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في الاستثمار في هذا المجال. أما فيما يخص الأمر الثاني، وهو الخلل في قيم احترام حقوق الآخرين، فالحديث عنه هو حديث عن اختلال منظومة القيم الإسلامية بعامة في المجتمع والتي تسطر الحقوق والواجبات، وتعطي للإنسان حقوقا لا ينبغي التعدي عليها من قبل الآخرين بأي مبرر كان، وهذا الأمر موكول إلى التربية والتعليم أساسا، وحين نقول التربية والتعليم فنحن نقصد كل المتدخلين بدءا من الأسرة وانتهاءا بالمدرسة. وأخيرا كم نتمنى أن نتجول في بلدنا الحبيب ونرى شعارات ولافتات إيجابية، تغرس القيم النبيلة والأخلاق العالية، بدل أن تطالعنا في كل حائط عبارة (ممنوع يا… !!!!)