احسست بالفخر و الاعتزاز بأبناء بلدي و انا أسمعهم يدافعون عن الفتاة او المراة المغربية. كل واحد يتحدث عنها و كأنها أمه ، اخته او جدته. لم يقدر الرجل المغربي ان يرى ابنة بلده تتعرى، تشتم او تساء سمعتها. احسست بالرجولة المغربية تإن تحت وطأة الهجوم على كرامة المراة المغربية، تستغيث باصحاب القرار و بالحكومة الاسلامية لوقف التسويق لمفهوم فقدان الشرف عند المغربيات. جد سعيدة انا بوقع مسلسل "القبح لي فيه" على كرامة الرجال المغاربة، سعيدة بشراستهم في الدفاع عن أخواتهم و شرفهم الممزق بين الدول تارة و الحانات المغربية تارة اخرى. لكن هاته الكرامة لا تتحرك الا عندما يصير امرنا علنا و يقدم في المهرجانات الدولية و تصبح البلدان الاخرى ترى المغربيات باعين المخرج السينمائي، و نموذج المراة التي ابتعدت عن قيمها الموروثة كل البعد يصبح فكرة مسبقة على كل فتاة مغربية؟. هاته الكرامة لا تتحرك حين ترمى المطلقة بأولادها في الشارع و التي تنصفها المحاكم و لا تطبق احكام النفقة لتعسر التنفيذ ؟. هاته الكرامة لا تهتز حين تخرج الفتاة فجرا للشغل في المعامل و الأخ و الزوج ينامان نوما سعيدا في البيت انتظارا لرجوعها؟. هاته الكرامة لا تهتز و هو يزني بفتاة مغربية -ابنة بلده-ربما ألقت بها متاهات الحياة الى طريق الفساد العفن ؟. هاته الكرامة لا تهتز حين يقومون بنشر صور فاضحة لفتيات و انشاء صفحات للفيسبوك خاصة بالفضائح لهن؟ عزة النفس هذه لا تتحرك حين تجبر المراة على دفع رشوة لقضاء امر ما؟ هاته الكرامة لا تتحرك حين ترى نساء تستخدم كالبهائم لحمل السلع بباب مدينة سبتة؟ و ما تتعرض له ؟ و لا حينما تستغل الخادمات و تعنف القاصرات المتزوجات؟ لا تتحرك حين لا تجد امراة طبيبا في الدواوير النائية؟و لا عندما تعرض حالات الاغتصاب المادي، الجسدي و النفسي التي تتعرض لها النساء المغربيات كل يوم. لقد رأيت الفلم باكمله. مقاطع صادمة. سوف تصيب المغاربة بالذهول. سوف يصدم الجنين المغربي في بطن أمه من هول اللقطات الاباحية التي سُخِّرت لتفتيت القيم و المبادئ التي تربينا عليها و ليس لتعرية الواقع كما يزعمون . لان الواقع مُعٓرى و لا يستحمل من يشير اليه و لو بالأصابع اذا لم تكن إشارة لبيبة بنائة تزعم تطهير المجتمع و تطبيبه. لم اجد كلاما يجسد الكم الهائل من المصائب و المشاهد التي رايتها في الفلم . لا يمكنني ان أقول للمغاربة سوى عزاؤنا واحد في هذا المصاب الجلل. حين ارى ممثلة مغربية الأصل و النشاة تُمارس الدعارة في فلم بحجة التمثيل. اتسائل كباقي المواطنين كم من الأموال سخرت لذلك ؟ و ما الذي يجعل انسانة تتعرى و تُمارس الدعارة علنا؟ هل تنتقم من نفسها ام من الشعب المغربي. هل تكره نفسها لدرجة تزج بنفسها في مستنقع، يعلم الله وحده كيف ستخرج منه. ام ان ما تعرضت له في طفولتها و شبابها جعلها تتحول الى انتحارية تصفي حساباتها مع نفسها قبل المجتمع؟. على اي حال، عمل سينمائي اباحي بامتياز ، نجاحه الوحيد هو انه وحد المغاربة شيبا و شبانا مرة اخرى للدفاع عن ركائز هويته …الا انني اناشد الشهامة المغربية الرجالية ان تبقى يقظة، حنونة على المراة دائماً و آخدة بيدها في كل المحن. ان تكون مساندة لها كل يوم، طوال السنة. و ان لا تكون شهامة ظرفية ، تفتر و تتغير مع تغير الفصول و المشاهد.