مند أسابيع قليلة انتشرت إشاعة قوية حول تغييرات في سلك العمال والولاة… وأن الأمر سيشمل كذلك عامل المضيقالفنيدق عبد الكريم حامدي،يومها تساءل الكثيرون بغرابة ترى ما هي المعايير التي تخضع لها عمليات تغيير وتنزيل العمال والولاة "الحاكمون" الفعليون للأقاليم والعمالات؟ وما هي المساطير المتبعة ؟ وعندما يتم الحاق عامل ما بمنطقة أخرى هل هذا يعني تزكية أم عقوبة؟ واذا ألحق بالمركزية أو ما نطلق عليه عادة" الكراج", هل هذا يعني أن الوالي او العامل قدر ارتكب مخالفة تتطلب ادخاله "المستودع"؟ وإذا كان كذلك فلماذا الكثير من المعينين في مركزية الإدارة العامة يتولون مناصب هامة؟؟؟ باختصار …لا أحد يفهم شيئا حقيقا، وأكاد أجزم أنه حتى السيد رئيس الحكومة نفسه لا يفهم في آليات البيت الداخلي لأم الوزارات ولا معايير التثبيت أو التغيير. عمالة المضيق : "رولييت" العمالات بالمغرب ؟ عود على بدء ،الإشاعة التي انتشرت يومها والتي لم تتأكد واستمر عامل المضيق في منصبه إلى اليوم "لعبت علينا جميعا" واعتقد انه حتى عامل المضيق نفسه" شرب منها"، لم يستطع أحد أن يؤكد صدقها أو كذبها ولكن يبدو ان مثل" لا دخان بلا نار" صحيح ، ولكن لنعد لأسئلة المقدمة: آلا يمكن ان يكون قرار تغيير عامل المضيق كان قد تم الحسم فيه من طرف "الفاعلين الحقيقيين" مند اللحظة الأولى ولم يتم إخباره الى آخر لحظة؟ ولماذا ؟ ببساطة ليستمر المسؤول في مهامه وليستمر في عمله ودأبه إلى أن أن ينزل عليه الخبر اليقين. ما الذي يجري بعمالة المضيقالفنيدق ولماذا يتم تغيير مسؤوليها بطريقة غريبة؟ لنرى لعبة الاحصاء: مند تأسيس العمالة سنة 2005 وتعيين اليعقوبي عاملا عليها مر منها كل من : اليعقوبي ، الحنكاري،المرابط، حامدي ، واليوم بويا، والقاعدة المستنبطة هي : عدم الاستقرار لعمالة ناشئة تبدو أنها غير ثابتة على منهج وعلى نموذج محدد للتدبير. عمالة لها من الأهمية أنها تعد عاصمة المغرب الصيفي ومقر جلالة الملك ، عمالة عرفت طفرة نوعية وكمية ورفعت من قيمة مدن وقرى صغيرة بالشمال إلى مصاف المدن الرائعة والأجمل بالمغرب والتي تضاهي مدن جنوباسبانيا. عمالة باستثمارات ضخمة …....)وهذا ملف اخر سنتعرض له في مقالات قادمة ….( خمس عمال في ظرف قياسي : الحنكاري ظل فقط سنة ونصف المرابط سنة واحدة حامدي سنتان وبويا العامل الجديد ،الله أعلم كم شهرا سيظل؟ وحده اليعقوبي ظل خمس سنوات وهو بقراءة كل المتتبعين الحاكم الفعلي والمقرر الرئيسي في هذه الأمور بل الكثير يجمعون على أن التغييرات تتم وفق قراءته ورغبته. ولذلك فكل العمال الذين مروا من العمالة الجديدة هم مجرد ادوات تنفيد لا أكثر. عبد الكريم حامدي : نموذج للعامل ، العامل واذا كان كذلك فما الذي لم ينفده حامدي ليُغير، عود على بدء ، مرة أخرى، حامدي الذي عرف تطوان واشتغل فيها كباشا سيعين عاملا على المضيقالفنيدق، مند سنتان فقط، حسب قراءات المتتبعين بتزكية واضحة من اليعقوبي ، أكان الأمر كذلك أم لا ، الأهم هو أن العامل حامدي نزل بثقله كفاعل حقيقي يتحرك بقوة وأظهر في ظرف وجيز أنه ميداني : يتتبع الأشغال بنفسه ويلاحظ مرارا بألبسة رثة مملوءة بالغبار وهو يتجول وسط الأوراش بل انه حتى رجال السلطة الصغار من قياد وباشاوات ومقدمين… كانوا يتنذرون منه… لأنه يستيقظ باكرا للقيام بجولات ميدانية عبر مختلف المناطق وطبعا هذا يسبب احراجا للمسؤولين المحليين بها .. عبد الكريم حامدي كان يحلم بتحقيق شيء كبير بالمنطقة وهو بالفعل وبعيدا عن مزايدات السياسة تواصل مع الكثير وانفتح على الكثير وابتعد كثيرا عن صراعات الأطراف ولم تظهر عليه علامات التسلط لذلك كان يحظى باحترام الكل بمن فيهم المواطنين العاديين وربما أهم شيء كان في رجل " المخزن" هذا هو اشتغاله بوثيرة متواصلة وسريعة وعدم اقتصاره على الأتباع والموظفين لمراقبة الاشغال وتواجده المستمر في مختلف مناطق العمالة ، طيب… ادا كان الرجل هكذا بكل هذه المواصفات فلماذا يتم تغييره وحتى قبل أن يكمل فترته ؟الحقيقة اننا ورغم بحثنا العميق لم نتوصل لسبب ظاهر ، فهو ليس رجل اصطدام لا مع الاحزاب ولا مع السلطة الكبيرة وهو يحظى باحترام المجتمع المدني وتفاعل معه كثيرا في أنشطة متنوعة كان لا يتأخر عن حضورها وهو قدم لمشاريع تنموية جميلة …أين يكمن السر ادن في هذا التغيير الخامس الذي لحق بهذه العمالة الجديدة والتي أصبح أي واحد يتولاها يعيش خوف التغيير اليوم قبل الغد؟؟ ستظل الاسئلة معلقة وسيظل جزءا كبيرا من جوابها لدى والي الشمال هو الوحيد القادر على فك طلاسيم هذه اللعبة المثيرة ، وإلى أن يحدث التغيير القادم بسرعة لا محالة ننتظر فصول أخرى من رياضة الجري داخل أروقة وزارة اشتهرت بأنها تأكل أبناءها .