على غرار ما قام به منشطوا التربية غير النظامية بالرباط خلال الأسابيع الماضية من مظاهرات و مسيرات هزت شوارع العاصمة لتعبر عن تهميش اتجاه ملف يطالب بإنصاف لهذه الفئة، و التي تعرضت للاستغلال من قبل وزارة التربية، حتى وجدت نفسها في الشارع عرضة للتهميش و العطالة، بعدما أفنت سنوات طوال أبعدتها عن السن القانوني لاجتياز مباريات، فرضت بعد تسيير مجحف على من عمل و كد و تكون و خضع للتفتيش، في مجال أنقذ الكثير من أبناء هذا الوطن بفرصة ثانية للعودة لكراسي التعلم. في تطوان هذه المرة كان التآزر بشكل جديد و هو مقاطعة تكوين لمجموعة من الفرنسيين الذين ينظمون تحت لواء منظمة الكريف GREF او ما يصطلح عليهم بأساتذة بلا حدود. هذه المجموعة التي عملت مع هذه الفئة لمدة زادت عن الخمس سنوات لتكوينها وفق منظور أوروبي متحضر يجلب بحق التلاميذ المتعثرين في مسارهم التعلمي، و المنظمون لفصول التربية غير النظامية في فرصة ثانية، معتمدة معايير الليونة التي تحببهم مجددا في مدارسهم، فيتم إدماجهم في مستويات مناسبة لكفاياتهم التعلمية. وقد كان المغرب في السنة الماضية المثل الذي يحتدى به في المجال في أشغال ندوة ماي بباريس لذلك اتخذ للمرة الثانية على التوالي كبلد ناجح لإعادة تجربة النهوض بقطاع التربية غير النظامية. لكن الجديد في الأمر ان العاملين بالمجال قاطعوا هذه التكوينات على قدر أهميتها لإبراز مدى تضجرهم من أوضاعهم التي تسوء عاما بعد الآخر حيث أن سقف مطالبهم التي كانت تجمع بين التسوية القانونية و المالية لأوضاعهم نزلت لأدنى المستويات و هي المطالبة ب"الملاليم" القليلة المرصودة لهم خصوصا انهم هذا الموسم لم ينالوا منها أي درهم، و فيهم من استلف حتى ثمن ركوبه للوصول للأماكن التي يشتغل بها ليجد نفسه امام وضعية بئيسة حطت من قيمته كمكون لأجيال استعصى أمر إصلاحها. و للتذكير فإن عددهم بتطوان لا يتعدى 22 منشط و منشطة و مستحقاتهم لا تتعدى ثمانية ألف درهم كدفعة تشكل نصفها و خمس آلاف درهم في شطرها الثاني في العام الذي يلي السنة الدراسية و انتظار الثلاث ألف درهم المتبقية لحين لا يعلمه إلا الله. هذا ما يرصد لمن يعمل بالمجال خلال موسم دراسي كامل لكل مكون وقع على عقد عمل يجدد كل عام دراسي بينه و بين النيابة وتكون الجمعيات الوصية على القطاع الشريك الأساسي للصفقة حتى لا تتم المطالبة بإصلاح أوضاعهم المهنية. بهذا الإجراء يعلن كل العاملين في القطاع والذين يؤكدون أنهم في مسار النضال سائرون بأشكال متعددة، وعلى إجراءات أخرى عازمون لنيل مستحقاتهم و تسوية وضعياتهم المالية و القانونية. آمنة أحرات طباعة المقال أو إرساله لصديق