تقوم قناة "الميادين"..تحت شعار "تذكروا"..بعرض سلسلة من الوثائق المصورة والصوتية والمكتوبة عن حرب 2006 التي جرت أطوارها الدموية بين "حزب الله" و"الكيان الصهيوني".. كان هدف "الصهاينة"..في هذه الحرب..القضاء التام والنهائي على "حزب الله"..ولكي يتم ذلك سطرت مجموعة من الأهداف الجزئية التي تصب في الهدف العام..أولا : تهجير السكان في الجنوب اللبناني وإفراغه من أهله العرب المسلمين الشيعة..وذلك عبر القصف المكثف والمتواصل بأحدث الطائرات الممنوحة أمريكيا..وهو أمر لا يجيد الصهاينة سواه في الحروب مع العرب..كل حروبها تعتمد على التفوق الجوي..وحسم الحروب في أيام معدودات..وهذا ما كان يحدث في الحروب السابقة.."الكيان الصهيوني" لا يستطيع تحمل الحروب الطويلة الأمد والمدى..نظرا لضعفه الديموغرافي..فليس لديه العدد الكافي من السكان لتوزيعه على الجبهات الحربية وتوظيفه في مجال اللوجيسك الذي يعتبر حيويا لتموين كل حرب..وبعد تهجير السكان والسيطرة على الأرض..كان سيقوم باغتيال "قيادات" حزب الله..وتدمير بنيته العسكرية والتنظيمية..وبعد النصر سيتم توطين "المسيحيين" هناك..ويبقى سكان الجنوب الأصليين "لاجئين" في الشتات..لماذا ؟ لأنهم يدركون أن "حزب الله" هو الابن الشرعي لسكان الجنوب الذين يعتبرون الحاضنة لنشاطاته والرحم الذي يولد المقاتلين والمقاومين..ويجب ألا ننسى أن "الكيان الصهيوني" سبق له قبل ولادة "حزب الله" أن زرع "دويلة عميلة" في الجنوب كان يتزعمها عميل لبناني مسيحي اسمه "سعد حداد"..ثم بعده تزعمها عميل لبناني مسيحي آخر اسمه "أنطوان لحد"..وبهذا المعنى يمكن القول إن الصهاينة هم السبب الأول والحاسم في ولادة "حزب الله" بقوته وحزمه وقدرته على الحسم باعتباره حزب مقامة احتلال صهيوني..المهم هو أن هذه "الدويلة العميلة" دحرها "حزب الله" في حرب التحرير سنة 2000..وطرد الصهاينة من الجنوب..وقبض على عدد كبير من "الخونة" عسكريي وموظفي هذه "الدويلة العميلة"..لكنه لم يذبحهم..ولم يقطع رؤوسهم..أو يتفنن في قتلهم وإعدامهم..بل سلمهم كلهم..ببساطة..للقضاء اللبناني ليقول فيه كلمته فيهم.. هذا المخطط الصهيوني انكسر على أرض المقاومة الصلبة..قصف الصهاينة ما شاء له أن يقصفوا بتحريض.. صريح أحيانا ومضمر أحيانا..من عملاء داخليين لبنانيين ومن العملاء العرب خاصة الخليجيين..وبضوء أخضر ودعم أمريكي أوروبي صريح..كلهم كانوا مع القضاء على "حزب الله"..وكانوا يعتقدون أن "الكيان الصهيوني" سيسحق "حزب الله" بآلته العسكرية الضخمة وبأسطوله الجوي والبحري المتفوق..وبنخبة جيشه "غولاني"..وبمدرعته ذائعة الصيت "الميركافا"(عربة الرب)..كل هذه القوة العسكرية الضخمة لم تنفع أمام استراتيجية وتكتيكات "حزب الله" في الميدان الحربي..دامت الحرب 33 يوماً لم يتحملها "الصهاينة" طبعا وطالبوا بوقف الحرب عبر المفاوض الألماني..بعدما انهمرت على أرض الاحتلال الصهيوني آلاف الصواريخ..ولجأ نصف المستوطنين إلى "المخابئ" مذعورين.. ضُربت السفينة الصهيونية الحربية المتطورة بصاروخين وهي في عرض البحر..وتم تحييد السلاح البحري في بداية الحرب..وتحولت أرض الجنوب إلى مقبرة لمدرعات "الميركافا" ولنخبة الجيش "غولاني" الذي كان يقول عن نفسه أنه لا يقهر..لم يستطع "الصهاينة" احتلال ولو شبرا واحدا من أرض الجنوب اللبناني..بعدما كانوا في الماضي يعبرون الحدود اللبنانية ويصلون إلى بيروت في ظرف 24 ساعة.. الأن..الآن..يقوم الخبراء "الصهاينة" بمتابعة سلسلة "تذكروا" لاستخلاص الدروس..وللمزيد من المعرفة عن "حزب الله" عسكريا وتكتيكيا وميدانيا..يقوم "الصهاينة" في ضوء تلك الهزيمة..التي مرغت غطرستهم في التراب..بتطوير أساليبه وتدريباته استعدادا لحرب قادمة..معترفين بتطور قدرات "حزب الله" العسكرية والميدانية والقتالية..بينما يقوم بعض العملاء العرب بتشويه صورة "حزب الله" وذبحه بسيف مسموم اسمه "الطائفية"..هؤلاء الذين يسمون أنفسهم "سنة" وهو في حقيقة أمرهم ليسوا سوى مروجين ل"الوهابية" التعبير الإديولوجي عن السياسة السعودية المتواطئة مع أمريكا والصهاينة منذ بداية المواجهة مع "الصهاينة" قبل أكثر 60 سنة خلت..وليس الآن مع ما يحدث ل"حزب الله"..كانوا ضد "عبد الناصر"..وضد "سوريا"..وضد كل بندقية موجهة نحو الكيان الصهيوني..سلاحهم ضد كل المقاومين واحد هو التشهير بهم وتشويههم و "رميهم خارج الدين"..مستغلين جيشهم العرمرم من الفقهاء المأجورين..وفضائياتهم المنتشرة مثل الفطر للترويج والدعاية..وكل ذلك ممول بأموالهم الطائلة المسروقة من "ثروات" شعوبهم ..والموظفة ضد "تحرر شعوب المنطقة"..هدفهم واحد أحد هو "حماية عروشهم".. طباعة المقال أو إرساله لصديق