لقيت مبادرة من أجل تأسيس جامعة مغربية تحمل اسم المقاوم محمد بن عبد الكريم الخطابي استحسانا على مواقع التواصل الاجتماعي. إذ قال صاحب المبادرة أحمد علوش، الباحث بجامعة مولاي سليمان ببني ملال، إن الفكرة تروم الاحتفاء بشخصية وطنية فريدة، إسوة بشخصيات أخرى أمثال أبي شعيب الدكالي وابن طفيل وابن زهر والقاضي عياض، الخ. «جميعا من أجل تأسيس «جامعة محمد بن عبد الكريم الخطابي»؛ جامعة تتشرف بحمل اسم الشخصية الوطنية المغربية/ الإنسانية العالمية التاريخية، شخصية: «محمد بن عبد الكريم الخطابي»، على غرار «جامعات» مغربية محترمة تحمل أسماء شخصيات محترمة لها وزنها التاريخي سياسيا أو علميا. إنها «مبادرة شخصية» لا تنطلق من خلفية عرقية أو سياسية أو حزبية». هذا هو نص النداء الذي أطلقه الباحث والشاعر أحمد علوش قصد أن يطلق اسم المناضل والمقاوم الريفي محمد بن عبد الكريم الخطابي على جامعة من الجامعات التي سيتم إنشاؤها في المغرب مستقبلا، إسوة بجامعات تحمل أسماء أعلام مغربية لامعة. في هذا السياق، يقول أحمد علوش، إن المبادرة ولدت من رحم مشروعه الفكري والبحثي، الذي ارتبط طيلة 35 سنة من التعليم في جامعة مولاي سليمان ببني ملال بجمع متون النصوص الشعرية التي كتبت، سواء في المغرب أو خارجه، حول هذه الشخصية التاريخية. كما يشير إلى أن الفكرة التي انشغل بها في بحوثه الأدبية والنقدية تحولت إلى مشروع مبادرة تروم الاحتفاء بشخصية الخطابي، التي قاومت ببسالة القوة الاستعمارية الإسبانية في بداية القرن العشرين، معتبرا أن من شأن الاحتفاء أن يعطي للجامعة التي ستحمل اسمه بعدا إشعاعيا عالميا وكونيا، على اعتبار أنه شخصية مغربية ذات وزن مغربي وعربي وإسلامي وعالمي. من جهة ثانية، قال علوش، الذي أصدر العديد من الأعمال الشعرية والأعمال النقدية، إن المبادرة تندرج في إطار إنساني وكوني، ولا تنطلق من أهداف سياسية أو حزبية أو عرقية، مشيرا إلى أن اسمه ينبغي أن يكرس شأنه شأن الطبيب الإشبيلي، الذي تحمل جامعة أكادير اسمه، أو الفيلسوف الأندلسي ابن طفيل، الذي تحمل جامعة القنيطرة اسمه، أو العلامة المغربي أبي شعيب الدكالي، الذي سميت جامعة الجديدة باسمه. هنا، أوضح علوش أن إشعاع الجامعة التي ستحمل اسمه سيتحقق من خلال كون الخطابي انفتح على العالم، وعلى شخصيات ذات شهرة عالمية من بينها تشي غيفارا وجمال عبد الناصر وهو شي منه، وشخصيات أخرى ناضلت من أجل التحرر الوطني، موضحا أن المبادرة ينبغي أن تندرج في إطار كونية الظاهرة الخطابية. كما أكد أن تسمية أي مؤسسة جامعية بهذا الاسم سيمثل قيمة مضافة للجامعة وإشعاعا عالميا لها. من جانب آخر، اعتبر الكاتب الروائي مصطفى لغتيري، أحد المثقفين المغاربة الذين تبنوا الفكرة، أن المبادرة تدخل في إطار حفظ الذاكرة الجماعية، وتتزامن مع مرحلة المصالحة مع الذات التي دشنها المغرب منذ سنوات. كما قال إنها تروم رد الاعتبار لشخصيات ومناطق ساهمت في التحرر الوطني مساهمة فعالة، مشيرا إلى أنه آن الأوان لإطلاع التلاميذ والطلبة المغاربة على تاريخ هذه الشخصية الكونية دون خشية، على اعتبار أن الإسبان أنفسهم، الذين أذاقهم الخطابي مرارة الهزيمة غير ما مرة، تجاوزا عقدته، وأضحوا يكرسون محاور مهمة في جامعاتهم للاهتمام بالظاهرة الخطابية. فضلا عن هذا، أكد أن الخطابي يمثل رصيدا قويا من الذاكرة الوطنية، ورمزا كبيرا من رموز القضية الوطنية خلال الاستعمار، معتبرا أن تسمية جامعة باسمه هو احتفاء به وبنضاله الشرس ضد إمبراطورية استعمارية قوية آنذاك. اليوم24