صحراء بريس /العيون عاشت مدينة العيون يوم أمس الأربعاء 29 أكتوبر 2014، على وقع شلل إداري واقتصادي جراء الإضراب الذي خاضته جل المركزيات النقابية بالمغرب ما عدى التيار النقابي الموالي للحزب الحاكم. وقد عرفت مدينة العيون كبرى حواضر الأقاليم الصحراوية، توقف شبه تام في المصالح الإدارية ومقاطعة المدارس حتى الخاصة منها، وعلى مستوى قطاع الصحة والصيد البحري والكهرباء والماء الصالح للشرب، وغيرها من القطاعات الحيوية. وفي بلاغ صادر عن المكتب الجهوي للاتحاد المغربي للشغل، أكد على نجاح الإضراب الوطني العام من كل الجوانب سواء الانخراط الطوعي والجماعي لكافة الشغيلة المغربية في هذه المحطة النضالية التاريخية، وكدا روح المسؤولية التي واكبت الإضراب من خلال ضمان العمل بجل المصالح الحساسة حفظا على المصلحة العامة للمواطنين. كما حمل المسؤولية للحكومة عما ستؤول له الأوضاع من احتقان اجتماعي جراء تعنتها واستمرارها في نهج سياسة التراجعات وضرب المكتسبات وانفرادها في اتخاذ قرارات لا شعبية مهددة للسلم الاجتماعي. وفي تصريح للكاتب الجهوي لنقابات الأقاليم الجنوبية أحمد بابا عبان، للاتحاد المغربي للشغل، وعضو المجلس الاقتصادي والاجتماعي، اعتبر أن هذا الإضراب الوطني العام الذي حقق الإجماع الوطني لنصرة قضايا الشغيلة المغربية شكل حدث متميز بالأقاليم الصحراوية حيث حقق أكبر نسب مشاركة والتي وصلت إلى 100 في المائة في بعض القطاعات، مضيفا أن النسبة العامة للإضراب بإقليم العيون والتي تجاوزت 86 في المائة، تعبر عن النجاح الباهر لهذا الإضراب. كما اعتبر أن هذا اليوم 29 أكتوبر سيشكل ملحة تاريخية في تاريخ العمل النقابي بالصحراء، وحدث كبير يجب ترسيخه في الذاكرة النقابية وإحياءه سنويا في بعده النضالي، لما حققه من مكتسبات نقابية هامة. فيما أكد الكاتب الوطني للنقابة الوطنية للفوسفاط وعضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، سلامة العروسي، هو الأخر على نجاح هذه المحطة النضالية التي بصمت مسار العمل النقابي بمدن الصحراء، مضيفا، نحن نسجل بكل اعتزاز روح النضالية العمالية العالية والأجواء المسؤولة التي ميزت يوم الإضراب، حيث الانخراط المكثف للطبقة العاملة في هذا الإضراب الذي وحد الصف النقابي بمختلف توجهاته، معتبرا أن ما عرفه مقر النقابة بحي معطى الله من تجمعات جماهيرية للمناضلين هو عنوان بارز لهذا النجاح الكبير للإضراب.