عجبا لأقوام لا يخجلون من أنفسهم، ويستبلدون الناس ظنا منهم أنهم مجرد قطيع تساق كيفما أريد لها أن تساق، هم ثلة من الذين كانوا لحدود الأمس القريب من كمشة الطبالين والراكعين لمن كانوا يصنفون أدواره بالمنجزات والمعجزات، الكل يتذكر عودة الحاج من حجه وكيف كانت أدوار هؤلاء تقتصر على الترحيب أو "الترحاب" بالزوار، بل وصل بهم الأمر حد لعب أدوار "السرباية" في حفلة عودة الحاج، بل منهم من كان" يصب ماء الغسيل" - يسمح لي القارئ على الترجمة الحرفية لهذه الجملة من العامية إلى لغة السبويه، لكن المهم هو أن يصل المعنى- ويقدمون كل الخدمات للزوار استعدادا لوجبة الأكل الدسمة، هم عينة من الانتهازيين الذين يمتطون اليوم مرة أخرى القبيلة للتحالف مع حزب اخر به أشخاص غارقون في القبلية حتى النخاع، بل وصل الأمر بأحد مرشحي هذا الحزب نعت قبيلة مثل صبويا بأنها ستغير هوية وادنون عبر مقال أختير له "رسالة إلى قبائل تكنة"، نقرة على الانترنت تعطي فكرة عن حجم الدوافع القبلية والمكبوتات الاثنية الكامنة في نفوس بعض من يتحالفون اليوم مع اتباع ومهاجري سفينة التدبير المحلي بكليميم، هذا الحزب كان شريكا في التدبير المحلي وانسحب في أخر المطاف ليسطنع معارضة لم تعفي أحد أعضاء المجلس البلدي المنتهية ولايته منتمي لهذا الحزب أن قال "أكلنا عندو شي ثمر إلى ضربتي بها صاحبك تدمغو" كناية عن حجم الثمر المعروض في وليمة الحاج. كل هؤلاء اليوم يتحالفون حول كلمة محاربة ما يسمونه فسادا لكن هل هذه المحاربة هي محاربة خالية من الفساد؟ أعتقد أن الشارع الوادنوني يعي جيدا اللعبة السياسية المحلية والاليات المتحكمة فيها، ولا يمكن لأي كان امتطاء جواد الشرف الانتخابي إلا من رحم ربي. أكثر من كل هذا الواقع المتضح بين أعيينا، يخاف عدد كبير من المتتبعين أن يكون الأمر نوعا من اللعبة المتفق بشأنها مسبقا لإدارة العملية الانتخابية بوجوه تصب في مصلحة الفاعل السياسي الأقوى حاليا في وادنون، وأن يكون افتعال الصراع بين أتباع استفادوا كثيرا من فتات هذا الفاعل الرئيسي هو مجرد تكتيك سياسي قصد القبضة على مفاتيح الجهة وتحوير الصراع إلى صراع انتخابي ثنائي، والحقيقة أن الصراع الانتخابي اليوم تجاوز الثنائية بل أصبحت هناك أرقام سياسية نظيفة يستحيل تجاوزها محليا على الأقل من قبيل لوائح تزخر بالأطر الغيورة على المنطقة ذات الباع الطويل في النضال والشرف يستحيل مقارنته بتاريخ أناس عبروا في مقالاتهم الكثيرة عن كثير من التباين والابتزاز المدفوع بالرغبة في الوصول لمناصب معينة، كما يستحيل مقارنته كذلك بتاريخ أناس انتقلت في ظرف زمني قصير من عدد كثير من الأحزاب بل واستقر بها المطاف في اخر محطاتها عند المجلس الوطني لحزب معروف بكليميم قبل أن تأتي الرياح العظمية وتجر هذا الكائنات في اتجاه اخر ظنا من هؤلاء أن هذه الرياح تريد أن توصل رسالة حان التقاطها. هي إذا خصال سياسية لكم ان تصنفوها لأناس اجتمعت فيهم كل المتناقضات وتوحدت فيهم نفس الأهداف التي تلخصها المقولة الشهيرة "الغاية تبرر الوسيلة" فهل لهؤلاء غاية أم أنهم مجرد وسيلة لصاحب غاية؟ هو السؤال الذي ستجيبنا عنه الأيام القادمة، لكن ما لن يغفره التاريخ لهؤلاء هو بيع قبيلة مثل "صبويا" لأناس بغرض الحصول على مناصب لأشخاص لا يمثلون إلا أنفسهم.