بقلم : محمد عدي / طالب دكتوراه باحث في الفلسفة والفكر الإسلامي إن استفسار الخطيب ومناقشته والاعتراض عليه سنة نبوية وليس لغوا أو فتنة أو منكرا، فاللغو هو ما يخالف كليات الدين ومقاصده ويتعارض مع مصالح الناس التي جاء الدين لتأكيدها، وقد صح أن الرسول الكريم كان يقطع خطبته لسماع استفسار الحاضرين، وكان من سنة الصحابة كذلك، ومشهور عن الخليفة عمر أنه يخطب في الناس في موضوع المغالاة في المهور فحاججته امرأة، فاعترف بصحة كلامها قائلا : أصابت المرأة وأخطأ عمر، وفي إحدى الجمع قال للناس اسمعوا قولي وأطيعوا أمري، فرد عليه سلمان: والله لا سمعنا قَولك ولا أطعنا أمرك ذلك أنه قسم ثياب الصدقة، فأصاب كل واحد قطعة صغيرة لا تكمل ثوبا ، وظهر عمر أمامهم على المنبر بثوب كامل، فكيف يميز نفسه على بقية الناس؟، فكيف بمن قسموا الوطن وتركوا الشعب صفر اليدين، ألا يخجل ذلك الخطيب أن يصف مطالبهم بالفتنة، كما يصف وزير الأقاف التكنوقراطي اعتراضهم على الخطيب منكرا وهو سنة نبوية مؤكدة وعمل الصحابة رضوان الله عليهم، كما أنه في بعض المذاهب الفقهية مثل المذهب المالكي ما يسمى بلغو الإمام، أي أن اللغو لا يكون من طرف المصلين وحسب بل قد يكون من الخطيب، مثل الدعاء للسلطان ومدح من لا يستحق المدح . .