هي ياناس عمل ليس بالسهل ولا بالهين؛ الكتابة مهمة إنسانية شريفة؛ ومسؤولية محفوفة بالمخاطير؛ الكتابة ليست خواطر تنثر؛ ولا نصوص تنشر؛ الكتابة شيء غير هذا! الكتابة إحساسات ومشاعر تخالج التعساء كما السعداء.. ولذا ليس بالهين تصعير الخد لكاتب؛ أي كان! ولو قدر لواحد منكم أن يرى رجلا يتجافى جنبه عن مضجعه ليلا؛ لتقييد فكرة أو خط قصة؛ لكان له رأي آخر في الكتابة والكاتب والكتاب.. إي وربي! هل صادفتم رجلا تحدثه الكائنات؛ ويخاطبه الوجود؟ لا. لم تصادفوه…! هو ذا جوابكم أكيد..! لا. بل تعاميتم عنه أو شغلتكم عنه شواغل..! الكاتب هو وحده من يكلم الوجود كله من الذرة إلى المجرة الكاتب والأديب والشاعر هو من يمتلك هذا السر؛ يضاحك الطبيعة ويغازلها؛ ويقترب منها ويحاكيها! وحده الكاتب يفعل هذا! لعلي أبدو جريئا في هذا الطرح لكن الحق أقول: لقد جربت من ذلكم شيئا؛ حدثني البحر والسماء؛ والأرض والفضاء؛ حدثني الشجر والحجر؛ والشمس والقمر؛ حدثتني الطيور والوحوش والسباع؛ بل حتى الكلاب والضباع. بالله وتالله ورب الكعبة .. ما صدقتم كلامي! إني أعرف طباعكم ياناس أنتم محصنون جيدا؛ لا تصدقون كل شيء؛ أنتم رائعون إن كنتم كذلك حقا وصدقا! فاليبارك الله خطاكم.. نعود إلى خرافنا حتى لا يأكلها الذيب وحديثي عن الحب. عفوا عن مخاطبة الكائنات.. لا بل عن الكتابة ولكن أقف معكم هنيهة أليست الكتابة حبا؟ أليست العلاقة بين القلم الذي يريق دمه تضحية فوق الورقة البيضاء التي تضحي بدورها ببياضها من أجل الكتابة.. أليس ذلك حبا؟!! بل أليست مطاوعة الورقة القلم والقلم الكاتب والكاتب نفسه وخواطره؛ حبا؟ الحب تضحية ونصيحة وفضيلة ربانية في قلوب العباد فصونوها وحافظوا عليها يؤتكم الله أجركم مرتين.. وإن أبيتم فعليكم إثم من لا يحب! يوم تحبون ستقرؤون وتكتبون؛ ثم تقرؤون وتكتبون. يوم تحبون ستخاطبكم الكائنات وهذا سري لكم فلا تخبروا به أحدا.