(.. الجزائر أحسن من المغرب..).. تكرّرت ثلاث مرّات على لسان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في لقائه الأخير قبل أيام مع مجلة "دير شبيغل" الألمانية.. وأجدني أكرر معه الجملة وبصوت عال إذا كان الموقف سيكون سببا مباشراً في معالجته من ظاهرة الإكتئاب والخرف الذي أصاب كل مفاصيل نظامه الرئاسي.. ولا أعتقد أن المغاربة سيتأخرون عن تقديم مثل هذه المساعدة الطبية.. مع طلب بسيط وسهل وبدون تكلفة مادية.. عبارة عن جملة ( السي الرئيس.. أنتم أحسن في كل شيء.. يالاه عطيونا بالتيساع).. لكنّهم لن يستطيعوا.. لأن العصابة هناك جعلت من موضوع المغرب كمادة الأفيون للشعب الجزائري.. ترتفع قوّة مفعوله كلما اشتدّت الأزمة المعيشة داخليّاً.. كما هو الوضع الحالي من خالا الهجوم الوقح واللاخلاقي على رمز البلاد وفخرها جلالة الملك ومن فم رئيس الدولة هذه المرّة ومنشور على العموم دوليّاً جاء فيه : (… هناك شيء يزعجني في التصور العام لكلا البلدين. في المغرب، الملك غني، لكن نسبة الأمية لا تزال 45 في المائة، وفي بلادنا تبلغ 9 في المائة فقط. تتخيل أوروبا عن طريق الخطأ أن المغرب بطاقة بريدية جميلة، وتصورنا كنظام مشابه لنظام كوريا الشمالية. نحن دولة منفتحة للغاية...) لندع جانباً هذا النقص المهول في النضج التربوي والاجتماعي لدى هذا الشخص.. ونقف عند انعدام الإحساس بمسوؤولية وماهيّة كونك رئيس دولة.. وما تفرض من قيود وحدود تفاديا للوقوع في إهانة بلدك لاغير.. وهو ماحصل عند هذه الدمية العسكرية وهو يعبر عن ازعاجه لما يقع في المغرب.. وعلى كل حال وفي كل الأحوال.. قد يكون البعض منّا أمّيون.. لكنّهم لا يقفون في الطوابير.. وقد يكون البعض منّا فقيراً.. لكنّه ليس محروما.. كما في بلدك ايها الرئيس ومواطنوك محرومون من سحب نقوذهم بسبب انعدام السيولة.. الأميّة تحارب ايها الرئيس.. لكن لا يمكن إعادة تربية من فاتته مرحلة التكوين.. وللأسف على هذا البلد فعلي رأس دولتهم.. جسد بلا هوية..وروح بلا ذوق.. ومواقف بلغة الصبيان.. تزعجه مشاكل الآخر بلاحرج.. ولا تحرجه مشاكل بلده المكشوفة للعالم.. آخرها تدوينة طريفة أهديها إليك ايها الرئيس ... يقول سائح روسي كان قد زار "مكة الثوار" (الجزائر) مؤخراً ضمن وفد سياحي، أنه بحث عن مطعم "ماكدونالدز" في مدينة وهران، و ركب سيارته المستأجرة متتبعا المسار الذي خطه له تطبيق خارطة GOOGLE MAPS، ورغم أن المسار بدا له طويلا… إلا أنه قرر السير فيه إلى نهايته، لكن بعد ساعتين من القيادة على الطريق السريع الجزائري شرق – غرب، وجد نفسه أمام الحدود المغلقة مع الجارة الغربية بينما المسار لا يزال فيه عدة كيلومترات، و عندما دقق في اسم المدينة التي بها المطعم الأمريكي الشهير، اكتشف أنها مدينة وجدة المغربية الصامدة ... هذا ما يزعجكم ايتها العصابة..وأكثر هذا الصّمت الرائع للدولة المغربية اتجاه موافقكم العدائي.. وأكثر بكثير الكثير.. هي استنفاذكم لكل الأوراق من أجل معاقبتنا.. قطعتم كل الطرق.. ولم يقع ايً شيء.. قطعتم الغاز.. وازداد بلدنا نور على نور.. أعلنتم الحرب علينا في قنواتكم وإلى الآن.. و احتفلنا بالتدشينات بمعبر الگرگرات.. مع فضاءات للاستراحة وفروع بنكية ومطاعم ووسائل الراحة.. يزعجكم هذا الميناء الأطلسي بالداخلة جوهرة الجنوب.. وأكثر من شركات وخبراء وفنيين مغاربة.. يزعجكم أن الصحراء من كلميم إلى آخر نقطة جنوبا هي محطات لتوليد الطاقة الريحية والشمسية.. بفضل المهندسين المغاربة.. يزعجكم الربط القاري الكهربائي من الصحراء المغربية نحو المملكة البريطانية.. وهذ الموضوع بالضبط ذات الصلة بالنمو الملحوظ لاستغلال الطاقات المتجددة في بلدنا يمثل منافسة كبيرة للغاز الجزائري وفقدان هيمنته في المنطقة نعم تزعجكم هذه الاستثمارات المغربية في مصادر الطاقة المتجددة كبديل للطاقة في أوروبا. يزعجكم المستقبل..الذي انطلق عندنا منذ بداية الالفية الثانية.. وقتها قال المرحوم بوتفليقة وهو يشرف على توزيع بعض الشقق على الأسر هناك بوهران : حنا كنوزعوا الديور على شعبنا.. ماشي فقة الزيت والسكر.. بعد 21 سنة من يصطف وراء السكر والزيت والعدس الآن.. لا شماتة.. ولا عزاء للحاقدين علينا.. وقبل الختام لدى سؤال لسيادة الرئيس : لماذا تجاهلتم وإعلامكم مقتل شاب جزائري على يد قوات حفظ السلام الأممية MINUSMA بدولة مالي، بدماء باردة.. ولماذا تمّ دفن جثث السائقين ضحايا الهجوم المغربي كما ادعيتم بدون خبرة طبية تشريحية لمعرفة سبب الموت.. كما جاء في تقرير لواشنطون بوست.. انتهت المقابلة.
