المكناسيون أذكى مما يتصور الكثيرون، ففي قرار وصف بالمتحاذق، اختار المسؤولون عن حملة العدالة والتنمية لاستحقاقات 07 أكتوبر تنظيم المهرجان الخطابي الذي سيتزعمه عبد الله بوانو رئيس جماعة مكناس مستعينا ومستقويا ومؤازرا بعبد العزيز الرباح، بساحة الهديم ما بعد صلاة المغرب توقيتا. لماذا ساحة الهديم بالضبط؟ ولماذا ما بعد صلاة المغرب؟ الجواب بسيط ، فساحة الهديم تعرف يوميا توافد حشود غفيرة من رواد الساحة التاريخية وعشاق الموروث الثقافي المكناسي، وتشهد يوميا اكتظاظا وحركة غير متوقفة خصوصا حينما يسدل الليل ستاره. بوانو و الرباح وإخوانهما أصبحوا يشكون في شعبية الحزب بمكناس خصوصا بعد سلسلة الفضائح المتتالية بعد استحقاقات شتنبر الماضي، وتفاديا لكل موقف ممكن أن يتحول إلى أضحوكة انتخابية وانتكاسة سياسية تتداولها الألسن والمواقع الالكترونية، وحفاظا وصونا لماء وجه بوانو وكيل اللائحة بمكناس أمام رئيسه بنكيران والساكنة المكناسية، قرر في "ذهاء" تجسيد المهرجان بفضاء تحج إليه الحشود يوميا، وبعد نقاش مستفيظ استقر الرأي والحيلة على ساحة الهديم لإنقاذ شعبية المصباح ولو بالصور والترويج الإعلامي. مكناسيون، لم تنطل عليهم الحيلة، تساءلوا في تحد، لماذا لم ينظم حزب العدالة والتنمية مهرجانه الخطابي بالملعب الشرفي لكرة القدم ، أو القاعة المغطاة؟ بدل الاستعانة برواد ساحة الهديم التي تمتلئ عن آخرها بدون حاجة إلى مهرجانات؟