يرسم الفنان عبد الفتاح قرمان في أحدث أعماله التشكيلية، المعروضة بالرباط إلى غاية 7 ماي المقبل، سكون الطبيعة والناس بمزيج من الضوء والألوان. فعبر خمسة عشرة لوحة يدعو الفنان زوار معرضه لاكتشاف جديده في حقل الرسم التصويري، حيث تصبح الألوان والظلال والأضواء أدوات لتقديم تفاصيل من الحياة اليومية، قد تخطئها العين ما لم يتم اقتناصها في عمل فني. وتقدم أغلب اللوحات المعروضة مشاهد من طبيعة ساكنة (خضروات وفواكه)، أو وجوه أناس تخالها من فرط اهتمام الفنان بالتفاصيل شخصيات حقيقية، بتجاعيدها التي تحكي عن حيواتها السابقة. وارتأى عبد الفتاح قرمان في بعض اللوحات " تصوير" آلات موسيقية، كالعود و الرباب أو أدوات تقليدية كالسلال وغيرها، كما اختار الفنان كخلفية لعدد من أعماله من الصباغة المائية ( أكواريل) "الزليج" مع المراهنة على تواطؤ تام بين الألوان والأشكال مما أضفى واقعية أكبر على اللوحات. وعن هذا الاختيار قال قرمان في تصريح صحافي: " في هذا المعرض، اخترت الافراط في استخدم تقنيات الصباغة المائية (الأكواريل) والاكريليك، مع التركيز على ثنائيات الضوء والظل و الظهور والغياب والامتلاء والفراغ". وأضاف أن التيمات الرئيسية التي تناولها في أعماله المعروضة تتمثل في الطبيعة الساكنة مرفوقة بادوات واشياء من التراث المغربي كالزليج والسبنية وكذا بورتريهات أشخاص من مناطق مختلفة من المغرب . من جهتها قالت مفوضة المعرض، نجوى حسوني، إن الفنان قرمان "اصبح رائدا على المستوى الوطني في فن الطبيعة الساكنة، كما تشهد على ذلك لوحاته التي تتميز بدقة شديدة وغنى وكثافة في الألوان مما جعلها تحفا استثنائية ". ومن جانبه ابرز الكاتب والرسام وأستاذ تاريخ الفن والاستيتيقا المقارنة بجامعة محمد الخامس بالرباط، يوسف وهبون، خصوصية أعمال عبد الفتاح قرمان التي تغرق في الوهم البصري واصفا بالمدهش الجهذ الذي بذله الفنات على مستوى المؤثرات الضوئية. يذكر أن الفنان عبد الفتاح قرمان، وهو من مواليد سيدي سليمان سنة 1969، خريج مدرسة الفنون الجميلة، وسبق له أن نظم وشارك في معارض فردية و جماعية بالمغرب وخارجه.