قيادة البوليساريو مجرد موظفين عند الجزائر قال مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، إن المبادرة الصحراوية من أجل التغيير التي أطلقها قياديون سابقون في البوليساريو ستفسح المجال لمبادرات اكثر جرأة من فئة الشباب خصوصا المتضررين فعليا من واقع اللجوء و طول امد النزاع و انسداد الافق. وأضاف مصطفى سلمى في حوار مع «بوابة الصحراء: «انصح اخواني في المخيمات ان ارادتهم ستظل مسلوبة ما لم يناضلوا من اجل الديمقراطية اولا التي تضمن لهم مشاركة فعلية في اتخاذ القرارات التي يرونها ملائمة للخروج من المأزق الذي يعيشون فيه» وانتقد سلمى قيادة البوليساريو، والأوضاع داخل المخيمات، والإرادة المسلوبة للصحراويين وتحكم الجزائر في الجبهة.. وفي ما يلي نص الحوار. ما رأيكم بخصوص المبادرة الصحراوية من أجل التغيير التي أطلقها قياديون سابقون في البوليساريو ومثقفون؟ دعوة للنقاش و الحوار بين مناضلي البوليساريو المبادرة الصحراوية من اجل التغيير التي اطلقها قياديون في الجبهة منذ ايام، من حيث هي و كما اوضح المنتسبون اليها، هي دعوة للنقاش و الحوار بين مناضلي البوليساريو، و هذا معناه ان هناك عدم توافق بين قيادة الجبهة يقابله انسداد و جمود و تحكم لجناح يسميه البعض المنتفعين من الوضع القائم. ما هو أفق المبادرة وهل ستؤدي إلى تغيير ما في المخيمات؟ فكر البوليساريو الفرعوني يتناقض و حق المبادرة والمؤسسون بدون مراكز مؤثرة منذ اعلانها بدأت سهام النظام توجه الى مشروع المبادرة لوأده في المهد، لانه مشروع و صرخة من خارج هياكل النظام، و تلك خطيئة كبرى لدى انظمة الحزب الواحد الشمولية، مما دفع القادة الثلاثة الى عقد ندوة صحفية منذ يومين مع وسائل اعلام المخيمات عبر الواتساب استمرت لعدة ساعات، كانت كلها تبرير في تبرير عن فكرة المبادرة في حد ذاتها، و كأن المؤسسين ارتكبوا خطيئة فعلا كما اسلفت. فبدل ان يشرح المؤسسون مشروعهم انشغلوا في تبرير مشروعية مبادرتهم. و هو ما يهدد مستقبل مبادرتهم. بخصوص وجهة نظري حول مستقبل المبادرة، لا اعتقد انه سيكون لها اثر كبير على مسار الجبهة، بحكم ان فكر البوليساريو الفرعوني ( لا اريكم الا ما ارى، و ما اهديكم الا سبل الرشاد )، يتناقض و حق المبادرة و ان المؤسسين ليست لديهم مراكز مؤثرة في تنظيم الجبهة و من الجيل القديم المسير للجبهة و المنتقد شعبيا، ولا يعيشون في المخيمات بين الاوساط الشعبية، و ليست لدى غالبيتهم عصبة قبلية في المخيمات، و ليسوا من جيل الشباب الغالب في المخيمات. الجديد الوحيد الذي من الممكن ان تحدثه المبادرة هو انها قد تفتح الباب امام مبادرات اكثر جرأة من فئة الشباب خصوصا المتضررين فعليا من واقع اللجوء و طول امد النزاع و انسداد الافق. هل هي بداية للإصلاح؟ الفساد لا يصلح و انما يغير و ان كنت شخصيا لا يهمني إصلاح البوليساريو لان الفساد لا يصلح و انما يغير، الا انه يحز في نفسي واقع اهلي الذين يعانون منذ عقود، و تسوق لهم الاحلام مع تغييب ارادتهم و فعلهم في تقرير مصائرهم، باجبارهم بقوة القانون على البقاء تحت عباءة البوليساريو المنسوجة وفق المصالح الجزائرية اولا. و انصح اخواني في المخيمات ان ارادتهم ستظل مسلوبة ما لم يناضلوا من اجل الديمقراطية اولا التي تضمن لهم مشاركة فعلية في اتخاذ القرارات التي يرونها ملائمة للخروج من المأزق الذي يعيشون فيه. و الديمقراطية تتناقض مع الحزب الواحد بكل تاكيد. و ما داموا منشغلين بمحاولة اصلاح البوليساريو، فلن يتغير شيء في واقعهم
ماهو رأيكم في الأوضاع الآن داخل جبهة البوليساريو والأوضاع داخل مخيمات تيندوف أيضا رأيكم في ما يقال من وجود فساد داخل القيادة ؟ العامل المؤثر و المتحكم رقم واحد في حركة و سكون البوليساريو هو الجزائر يجب ان نعرف من هي الجبهة اولا حتى نكون موضوعيين. البوليساريو كاي تنظيم هي قيادة وجماهير او مناضلين. العامل المؤثر و المتحكم رقم واحد في حركة و سكون البوليساريو هو الجزائر الحاضن لقيادة و مراكز وقواعد الحركة الشعبية، و لا نحتاج لعناء بحث لاثبات ان البوليساريو لا تستطيع الخروج عن دائرة المصالح الجزائرية، و ان حرية قادة الجبهة في اتخاذ القرارات محصورة في تسيير شأن المخيمات، و حتى في هذه لا نستطيع الحكم بانها امر مطلق اي اتخاذ القرارات في الشان المحلي، فيجب ان نرفق معها ضابط ما يتلاءم و المصالح الجزائرية. و طبعا الجزائر تضبط امور الجبهة بواسطة القيادة. و هنا بانت انتهازية و خيانة قادة الجبهة لمناضليها، فهم يخفون عنهم النوايا الحقيقية الجزائرية، و يلزمونهم بما تلزم الجزائر به نفسها حتى لو كان متناقضا مع مبادء الجبهة و منطلقاتها، فعلى سبيل المثال لا الحصر صمت البوليساريو عن ابداء التعاطف مع ثورات الربيع العربي، و صمتها عن مطالب انفصال كتالونيا و كردستان و هم يطالبون بنفس الحق الذي تطالب به الجبهة. هذا الواقع انتج جسمين منفصلين يشكلان اليوم ما نسميه البوليساريو، جسم القيادة الذي استفاد من ريع الحركة، و تمادى في الاستفادة بعد ان تيقن انه بلا حول و لا قوة و ان الامر كله في الحل يعود الى الجزائر، و اصبح لا يعنيه الا نفسه و ما يحققه لها من مكاسب، فقد عرف قدره كما يقولون، حينما عرف انه مجرد موظف لدى الجزائر. و عرف ان استمرار مصالحه مرتبطة بصمته عن حقيقة ان الصحراويين انما هم اداة لدى الجزائر. الجسم الثاني هو سكان المخيمات الذين تاسرهم القيادة بوهم الاستقلال و الدولة الصحراوية المستقبلية التي ستحقق لهم رفاه يصل وصفه احيانا الى درجة تشبيهه بالجنة، هؤلاء يعتقدون في غالبيتهم ان الاستقلال ليس فقد ممكنا بل مسألة وقت لا غير، و عندما يبحثون عن اية علامة في الافق على صحة هذا الادعاء لا يجدون شيئا، و لانهم يعيشون اوضاعا معيشية صعبة فهم منشغلون بلقمة العيش اليومي عن التفكير في حلول تضمن لهم استقرارا دائما. بالمختصر القائد في الجبهة حفاظا على مصالحه مجبر على الطاعة و الانصياع لما يريده القائد الاعلى المنصاع لما تريده الجزائر التي تاتي منها كل المصالح و تحميها. و الشارع الذي يعيش الازمة في كل شيء من الماء الشروب فما فوق يطالب القيادة بما لا تملك، و يعيش الجميع في دائرة مغلقة و اسر مصالح او اسر احلام، و كل في حاجة للآخر، الجزائر تحتاج قيادة الجبهة لاستمرار مشروع المزايدة على المغرب و القيادة تحتاج الجزائر للحفاظ على مصالحها و الشارع معزول جغرافيا و محاصر امنيا و مشتت قبليا و ضعيف اقتصاديا