في تصريح بالصوت والصورة لمجموعة من "الحنايات" بساحة الهديم التاريخية بمكناس، لم يخجلن أو يتخوفن من البوح بما وصفنه ب " المضايقات والاستفزازات" التي تتعرض لها عدد من ممتهنات حرفة " الحنة" بساحة الهديم الأثرية بمكناس، من طرف عون سلطة. وعبرت هؤلاء النسوة والشابات واليافعات في تصريح لموقع " أحداث.أنفو" أنهن يتعرضن يوميا لوابل من السب والشتم والإهانة والتجريح من طرف عون السلطة المذكور، الذي يصفنهن بأوصاف مخلة بالحياء وينعتنهن بأقدح النعوت، مضيفات أن معظمهن متزوجات وربات بيوت يعملن من أجل ضمان القوت لأبنائهن ومساعدة أزواجهن على أعباء الحياة الشاقة. وعلاقة بالموضوع قالت إحدى الحنايات لموقع " أحداث. أنفو" إنها امرأة متزوجة وأم لثلاثة أبناء، تعاني من عون السلطة الذي يصفهن " بالفاسدات و كيعايرنا بالكلام الخاسر..كيدينا لكراسة وكيطالبنا ب 20 درهم فالنهار..." مضيفة لو كنا فاسدات لما أتينا إلى هنا، مبرزة أن أحد أبنائها " لا يأكل ويحتاج إلى80 درهما يوميا، تكتري منزلا ب 800 درهم، وزوجها بسيط جدا، ترفض أن تخبره بهذه المضايقات مخافة ارتكابه لجريمة...". أما ثانية، فقد أوردت والدموع تنهار من عينيها أن نفس الشخص " كيحكر علينا، كيتكرفص علينا، ماكيخليناش نخدمو على راسنا، وانا خدامة على خمسة دليتامة، وكاينة لي خدامة على امها، وعلى باها...". ومن جانب اخر، أورد قائد المقاطعة الذي توجد ساحة الهديم داخل ترابها، والذي التحق مؤخرا على رأسها، أن السلطات انخرطت قبل مدة قصيرة في حملة واسعة لتحرير الملك العام بساحة الهديم، من خلال منع الفراشة في أول الأمر قبل السماح لهم بعرض سلعهم ابتداء من الساعة الثامنة مساء، ثم مصادرة موائد وكراسي المقاهي والمطاعم التي احتلت أمتارا كثيرة، وتوغلت داخل الساحة. واستنكر بعض التجار هذه الحملة التي وصفوها ب "الانتقائية" في التعاطي مع بعض المحلات دون اخرى، حيث كانت الحملة في بدايتها صارمة، قبل " عودة حليمة الى عادتها القديمة" بعودة الفوضى واحتلال الساحة خصوصا في المساء. نفس المسؤول الشاب والوافد الجديد الذي تظهر عليه بعض الجدية والصرامة في محاربة الظاهرة، أقر أن الأمر غاية في الصعوبة بسبب تراكمات سنوات طويلة ، ويصعب الحد من هذه الظاهرة في زمن قياسي وسريع، بل تحتاج لوقت، مضيفا أن هناك سلوكات وممارسات لا أخلاقية تمارس داخل الساحة، فضلا عن تعرض بعض السياح إلى مضايقات واعتداءات تسنلزم التدخل بكل صرامة لمنع تكرار بعض الاحداث المسيئة للسياحة بمكناس، خصوصا بساحة الهديم التاريخية.
