اليوم سيصل كوهلر لمدينة العيون فس إطار زيارة له قادته للمنطقة التقى فيها بمختلف مسؤولي الدول ذات الارتباط بالنزاع المفتعل حول الصحراء بالإضافة إلى مسؤولي الجبهة و كان قد أدلى بتصريح له هناك عبر فيه عن رغبته في فتح أفق جديد للملف و للمفاوضات، و إذا كانت البوليساريو قد عبرت عن ترحيبها بأية مفاوضات فالمغرب عبر عن عدة ملاحظات في المرحلة السابقة أضف لذلك مضامين قرار مجلس الأمن الأخير الذي يعتبر بمثابة توجيه للجميع في كيفية الوصول للحل و خارطة طريق واضحة عبر عنها في التوصيات التي تضمنها القرار الأخير التي جاءت لتوضح طريقة تحرك المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في المنطقة و هو ما انعكس على تصريحه في مخيمات تندوف و في الأطراف التي التقاها إذ استبعد كليا الاتحاد الافريقي من أجندته على عكس الزيارة السابقة التي التقى فيها مسؤوليه. الزيارة الحالية هي زيارة مختلفة عن سابقتها خاصة على مستوى أجندتها إذ أن الأمين العام للأمم المتحدة و معه مبعوثه الشخصي مطالبين بإعداد تقرير حول تطور الملف و يراهنون على أن يحدثوا تطورا إيجابيا فيه ينهونه قبل أكتوبر المقبل بجلوس جميع أطراف النزاع المفتعل حول الصحراء على طاولة واحدة و اذا كان هذا هو الهدف الأساسي لتحرك كوهلر الآن فهو بالنسبة للمغرب الأمر مختلف المفاوضات و الدخول فيها ليس غاية في حد ذاتها بل نتيجة لمسار من بناء الثقة بين أطراف النزاع و انخراط دول الجوار خاصة الجزائر في لعب دور إيجابي في الملف غير الدور الحالي. و اذا كانت عملية الجلوس على طاولة المفاوضات نتيجة لمسار معين فهي تنطلق بداية من تنفيذ البوليساريو لمضامين قرار مجلس الأمن خاصة على مستوى انسحابها الكلي من المنطقة العازلة و عدم قيامها بأية أعمال عدائية اتجاه المغرب و المنطقة ككل. كوهلر أكيد أنه في زيارته مقيد بهذا القرار بالتالي تحركاته لن تخرج عنه و عن حدودها هذا ما يجعل من تحركه مختلف عن السابق حيث كان يتحرك برؤية شخصية الآن له و للمغرب أرضية واضحة للتحرك لا يمكن تقديم فهم واسع لها.
