لم تكن واقعة اختطاف واحتجاز شخص بمدينة المضيق، منتهى الأسبوع بالقضية العادية، كما حاول البعض نقلها، حيث أكدت مصادر جد عليمة، أن الأمر يتعلق بنشاط لشبكة للهجرة السرية، تنشط على مستوى منطقة المضيقالفنيدق، منذ مدة دون ان تتمكن المصالح الأمنية من الوصول إليها، إلا بعد حادث الإختطاف الأخير، وحجز البحرية الملكية يوم الجمعة الماضية ل"فونطوم" معد لل"الحريك" وعلى متنه ثلاثة إسبانيين. ووفق مصادر الجريدة، فإن تفاصيل الواقعة تعود لما قبل الأسبوع الماضي، حينما تقدم مجموعة من الشبان، من مدن مختلفة، غالبيتهم من مدينة الفنيدق، لتقديم مبالغ مالية لفائدة أحد منظمي الهجرة السرية، في حدود 50 ألف درهم لكل واحد، على أساس تهجيرهم إلى إسبانيا، إلا أنه في اليوم الموعود، فاجأت البحرية الملكية، القارب الذي كان مخصصا لتهجير هؤلاء، فحجزته واعتقلت ثلاث إسبانيين، كانوا على متنه، في انتظار وصول المرشحين للهجرة السرية. توقيف القارب المطاطي "فونطوم"، جعل المعنيين يطالبون الوسيط باسترجاع المبالغ المالية التي اخذها منهم، حيث بدأ يماطلهم ويحاول التخفي، مما دفع بثلاثة من هؤلاء، وهم من مدينة الفنيدق، للتوجه لمنزله بالمضيق، ومن تم إخراجه عنوة، ووضعه بسيارتهم حيث انطلقوا لوجهة غير معروفة، قبل أن يطالبوا والده بالمبلغ المالي الذي أخذه إبنه منهم. وهو ما دفع الأب للتوجه للمصالح الأمنية قصد إشعارهم بالواقعة. أعلنت حالة استنفار، وانطلقت مجموعة فرق أمنية للبحث والتحري، وأخرى نصبت كمائن في معابر وممرات مختلفة، بغية الوصول للفاعلين، الذين كانوا قد لجؤوا لمنطقة شبه قروية غير بعيدة عن المضيق، حيث كانوا ينتظرون الأب الذي سيأتي لهم بالمال، ليفاجؤوا بالعناصر الأمنية، وهي تحيط بهم وتوقفهم، ليعثروا على المختطف، داخل حقيبة السيارة الخلفي مكبلا. التحريات الأولية، أبانت عن وجود علاقة بين المختطف والمختطفين، حيث تبين أن المعني نصب عليهم في رحلتهم نحو اوربا، وهو ما دفعهم لتوقيفه، هو بدوره، إلى جانب ثلاثة آخرين، ممن قاموا باختطافه، في المقابل لازال التحقيق جاريا للكشف عن تفاصيل أخرى في هاته القضية، التي يبدو أنها أكبر بكثير، من البلاغ الذي صدر خلال اليومين الأخيرين، والذي لم يقدم أي تفاصيل، عدا واقعة الإختطاف، والحال أن الأمر يتعلق بتفكيك شبكة للهجرة السرية، تنشط على المستوى الدولي، وكانت تتخذ من المضيق مستقرا لها منذ سنوات، دون ان تفطن لها المصالح المختصة. وكشفت بعض المصادر المقربة للجريدة، أن شبكات للهجرة السرية، غالبيتها ذات طبيعة دولية، قد اتخذت من المضيقوالفنيدق مستقرا لها منذ بضع سنوات، وأصبحت تنشط بأمان وسلام، حيث يسهل عليها استقطاب مرشحين للهجرة، بعيدا عن أعين السلطات الأمنية، التي لا تفطن لها.
