اعتبر الرئيس التونسي الأسبق، المنصف المرزوقي، الذي اختار التعليق على وفاة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، بصفته طبيبا و حقوقيا، أن ما تعرض له مرسي هو اغتيال تحت التعذيب. وأضاف المرزوقي " أنا أزن ما أقول لأنني أعرف كطبيب أنك حين تعزل شخص لسنوات داخل حبس انفرادي، أنت تدمر جسده ونفسيته إضافة إلى الحكم عليه بالإعدام الذي يجعله كل يعاني من عذاب نفسي مضاعف كل يوم .. يعني تعذيب داخل تعذيب" واعتبر الرئيس التونسي الأسبق الذي ظهر متأثرا خلال مداخلة له على قناة الجزيرة القطرية، أن التعذيب النفسي الذي يدوم لسنوات أبشع من التعذيب المادي. كما اعتبر أنه كسياسي تشرف بالتعرف على مرسي " باعتبارنا أبناء الشعب الذين رفعوا لسدة الحكم، وتعرض كلانا لثورة مضادة نرى نتائجها اليوم." وعلى الرغم من الاختلاف الذي يصل حد القطيعة مع المدرسة السياسية التي يمثلها مرسي مع مدرسة المرزوقي، إلا أن الأخير عبر عن إعجابه الشديد بشخصية الراحل حين قال " إحقاقا للحق كعلماني هذا الرجل الشريف كان أقرب بفكره إلى الإنسانية و الديمقراطية من كل هؤلاء "الحداثيين"، "الليبراليين"، "العلمانيين" سدنة الظلم والاستبداد ممن ولغوا في درجة الحقارة إلى درجة لا تصدق". و أضاف المرزوقي أن مرسي الذي وصفه خصومه بالظلامي، كان "أكثر اشعاعا من المتشدقين العلمانيين"، ولم يستطع الرئيس التونسي الأسبق مغالبة دموعه حين ختم مداخلته برثاء مرسي قائلا "بارك الله فيك لكل ما أعطيته .. وعفوا وغفرانا لأننا لم نستطع انجادك .. أنا أتصور كل العذاب الذي مررت به طيلة هذه السنوات .. الله يغفر لك ويغفر لنا جميعا"
