ناقشت فعاليات أكاديمية وجامعية موضوع الجنون في الفلسفة والأدب والفنون، في إطار الدورة الخامسة للمؤتمر الدولي والذي نظم بمبادرة من مختبر البحث في السميائيات والدراسات السردية والثقافية التابع للكلية المتعددة التخصصات بالراشدية - جامعة مولاي اسماعيل مكناس وذلك يومي 14 و15 نونبر الجاري برحاب الكلية المتعددة التخصصات بالرشيدية. وفي تصريح لوسائل الإعلام صرح الدكتور سعيد كريمي رئيس مختبر البحث في السميائيات والدراسات السردية والثقافية على أن أهمية المؤتمر تكمن في أنه يقارب موضوعا بكرا، وموضوعا من المواضيع الأساسية التي لم يتم الاشتغال عليها بشكل مكثف والتي تطرح إشكالية كبرى ويتعلق الأمر بموضوع الجنون، وأضاف كريمي أن هذا الموضوع من المواضيع التي ينبغي أن نتصالح معها من جديد وأن نعيد النظر في المفهوم المتداول حولها، وأكد كريمي على أن فئات المجانين عبر التاريخ غالبا ما كانت تقصى وتهمش، لا لشيء فقط لأنها كانت تتبنى أفكارا واشياء مغايرة لكل ما هو سائد ونمطي، وأشار كريمي على أنه انطلاقا من الاشتغالات الفلسفية على الجنون، وانطلاقا من خلاصات ميشيل فوكو، ثبت أن الجنون ما هو إلا ظاهرة اجتماعية نفسية وأن الجنون قرين العبقرية وأضاف أنه عبر التاريخ كثير هم المجانين الذين صنعوا الحداثة من أمثال "أنطونا أرطو"، "نيتش"، "هودير لينك" وغيرهم من الأسماء الكثيرة.
وأكد الدكتور كريمي أن هذا المؤتمر يعتبر فرصة لإعادة النظر في مفهوم الجنون وللوقوف عند التوجهات الكبرى التي تشتغل على هذا المفهوم لكي نصل في نهاية المطاف لتبويئه المكانة الحقيقية التي يستحقها وأن نتجاوز دكتاتورية العقل وأن نفسح المجال للجنون والمجانين لكي يعبروا بحرية وبسلام عن آرائهم وتصوراتهم مهما خرجت عن الأنساق والتوافقات الاجتماعية. من جهته أكد الدكتور عبد الله بريمي رئيس اللجنة المنظمة ونائب مدير مختبر البحث في السميائيات والدراسات السردية والثقافية على أهمية هذا اللقاء الدولي من أجل تحليل وتفكيك تيمة الجنون من خلال مختلف التجارب الأدبية والفنية والفلسفية، وأضاف بريمي أن المؤتمر يعد فرصة لطلبة مدينة الراشدية للقاء أساتذة وباحثين من مختلف الدول المشاركة للتفاعل وتبادل التصورات والتجارب ولإغناء النقاش. وأوضح بريمي أن الدورة الخامسة لهذا المؤتمر عرفت مشاركة باحثين وباحثات من جامعات مغربية كجامعة مولاي إسماعيل مكناس وجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس وجامعة محمد الخامس بالرباط وجامعة ابن طفيل بالقنيطرة وجامعة ابن زهر باكادير، بالإضافة لمشاركة باحثين و باحثات من جامعات أجنبية كفرنسا وألمانيا والمملكة العربية السعودية والبرازيل و قطر و مصر و تونس و الجزائر و تشاد. جدير بالذكر أن الكلية المتعددة التخصصات بالرشيدية منذ تأسيسها سنة 2006 وهي تنظم لقاءات ومناظرات فكرية وعلمية بالإضافة لانفتاحها على مختلف الأطياف والمشارب الفكرية مما جعل منها منارة فكرية تتوسط واحات الجنوب الشرقي.
