كثيرا ما تردد على مسامعنا شعار " مغربي و أفتخر " يردده الجميع صغارا و كبارا دون أن يدركوا أهميته و لا أين تتجلى مواضع الافتخار بالوطن . ماذا قدم لنا الوطن بمفهومه الضيق حتى نحبه ؟ طبعا الحب من طرف واحد مصيره الفشل. هل هناك عدل ؟ هل هناك أمن ؟ هل هناك توزيع عادل للثرواث ؟ هل هناك تعليم جيد؟ هل يتوفر المواطن البسيط على مسكن لائق؟ هل يتمتع المواطنون بحرية التعبير دون خوف ؟ أين هي حقوق الصحافيين ؟ بل كيف يضرب المعاقون في شوارع الرباط ؟ مشتشفياتنا تنبعث منها رائحة الموت ، فالدواء غائب عن المريض رغم حضوره ، و الطبيب جزار يبتز مريضه كأنه قطعة لحم . في الطريق تجد قطاع الطرق من درك و شرطة ينتظرونك لتمدهم ب 50 درهم أو 20 درهم و ربما أقل . رياضتنا متعفنة هي الأخرى ، يأتي مدرب من أقاصي الدنيا فيأخذ الملايين تلو الملايين دون أن يحقق أي شيء . في وطني عصابة ، تستغل خيرات الوطن ، تحتكر أموال الشعب لتخزنها في البنوك الأجنبية و لا مساءلة ، تستغل الإعلام فتبث ما يروق لها و ما يخدم مصلحتها دون مراعاة لمشاعر المغاربة ، عصابة شريرة تقتسم الكعكة في الظلام الدامس بل في وضح النهار ، لا يهمها أن يعيش المغربي بكرامة مادامت هي تعيش في النعيم و لا تجد من يصرخ في وجهها . الشعب المغربي في الوقت الحالي نصفه متخاذل و جبان و ربعه خائن و انتهازي و الربع الأخير هائج لكنه متهور و طائش، نحن المغاربة كم شرارة اشتعلت فينا فلم نحرك ساكنا ؟ كم من ظلم وقع علينا فصبرنا كالحمير التي تحمل الأثقال دون كلل و لا ملل؟ النصف الأول يخاف من ظله ، يخاف على رزقه ، يخاف على مستقبله ، يخاف من ظلم المتجبرين . الربع الثاني يستغل الفرص على حساب إخوانه ، يمكن أن يبيع البشر في سبيل دريهمات معدودات ، يتملق ، ينافق ، يفعل المستحيل من أجل مصلحته . الربع الأخير حماسي شجاع لكنه يفقد التوازن في اللحظات الحرجة ، يعيش حالة من الانقسام بين مكوناته ، يتهم بعضه البعض بالخيانة ، أجزائه منفصلة عن بعضها ، كل جزء يعتز بنفسه ، يفعل أي شيء حتى و لو كذبا لنصرة قضيته . مغربي و لا أفتخر بالانتماء إلى هذا الشعب لكن أفتخر بالانتماء إلى الوطن الذي بناه الأجداد و باعه الأحفاد. http://znassni.blogspot.com/