أكد الأكاديمي والخبير الأرجنتيني، خوان خوسي فاغني، أن الاتفاق السياسي الليبي الذي وقعت عليه الأطراف الليبية، أمس الخميس بالصخيرات تحت إشراف الأممالمتحدة، يعتبر "تجسيدا لتقليد دأبت عليه ديبلوماسية المغرب التي تقرن الأقوال بالأفعال". وقال فاغني، الذي يشغل منصب أستاذ باحث بمركز الدراسات الدولية التابع للجامعة الوطنية لقرطبة (الأرجنتين) في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الاتفاق السياسي الليبي يشكل لبنة أساسية لتجاوز الأزمة التي تعيشها البلاد منذ سنوات، مشيدا في هذا السياق ب"الدور البالغ الأهمية للمغرب في إرساء الثقة بين مختلف أطراف الصراع في هذا البلد المغاربي". واعتبر فاغني، الخبير في الشؤون السياسية والتاريخية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا "مينا"، أن الاستقرار الذي ينعم به المغرب ومكانته كصوت مسموع لدى أوروبا والغرب عموما، وباقي البلدان العربية والإسلامية، مكن المملكة من الاضطلاع بدور فعال في دعم السلم بمنطقة تعيش أوضاعا صعبة. وأضاف الباحث الأرجنتيني ب"مركز الأبحاث والدراسات حول الثقافة والمجتمع" أن الاتفاق الموقع عليه بالمغرب، موطن السلام والاستقرار، من شأنه أن يساهم في إعادة بناء نسيج الدولة في ليبيا، داعيا المجموعة الدولية إلى تقديم جميع أشكال المساعدات اللازمة لهذه المرحلة. وكانت أطراف الحوار السياسي الليبي قد وقعت أمس الخميس على الاتفاق السياسي الليبي الرامي إلى تسوية الأزمة التي تعيشها البلاد منذ سنوات. وفضلا عن وفود أطراف الحوار الليبي والسيدين صلاح الدين مزوار، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، مارتن كوبلر، تميزت مراسيم التوقيع على الاتفاق بحضور شخصيات دبلوماسية رفيعة المستوى، منها على الخصوص وزراء خارجية دول إيطاليا وإسبانيا وقطر وتونس وتركيا. وأكد المبعوث الأممي، في كلمة بالمناسبة، أن هذا الاتفاق سيمكن من إرساء مجموعة من المؤسسات الشرعية من أجل ليبيا مزدهرة وموحدة تمثل مختلف الفاعلين الذين أظهروا الالتزام بالمضي قدما نحو انتقال جديد بشجاعة وإصرار وإرادة.