قص ليلة أمس شريط إفتتاح الدورة الرابعة عشرة للمهرجان الدولي للسينما والهجرة الذي تحتضنه مدينة أكادير من 14 إلى 18 نونبر الجاري. وعرف حفل الإفتتاح الذي أقيم بسنيما "ريالطو" حضور عدد مهم من الشخصيات الفنية والثقافية والسياسية يتقدمها والي جهة سوس ماسة "احمد حجي"،الذي أشرف شخصيا على إعطاء ضربة بداية المهرجان.
وإختار منظمو المهرجان السينما الكاميرونية كضيفة شرف لهذه السنة،وذلك بهدف تقريب الجمهور المغربي والسوسي من الأعمال الكاميرونية في المجال السينمائي،ويمثل دولة الكاميرون في هذه التظاهرة وفد رسمي يضم سينيمائيين وباحثين في مجال الهجرة،سيشاركون جمهور عاصمة سوس عروض الأفلام والندوات والموائد المستديرة المنظمة حول ظاهرة الهجرة.
وعرف حفل افتتاح المهرجان الذي تنظمه جمعية "المبادرة الثقافية"،تكريم كل من الممثل المغربي الراحل "محمد البسطاوي" ،والممثلة الفرنسية من أصل مغربي "صوفيا مانوشا"،والممثل الهولندي من أصل مغربي"عادل بولاح".
وتتضمن برمجة هذه الدورة مسابقة رسمية للأفلام الطويلة والقصيرة، والتي تتناول تيمة الهجرة من مقاربات متعددة، حيث ستتبارى مجموعة من الأفلام للفوز بجوائز المهرجان، التي ستبث فيها لجنتين للتحكيم تضم عددا من مهنيي السينما المغاربة والأجانب.
ومن بين الأفلام المتبارية على جوائز المهرجان فيلم "لعبة الهجرة" للمخرج الألماني "كرستوف زلاتننيك"، وفيلم "فويكو أماري" للمخرج الإيطالي "جيانفرانكو روسي"، و"كيف تعرفت على أبي" للمخرج الفرنسي "ماكسيم موت".
أما المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة، فتضم عددًا من الإنتاجات الواعدة لعدد من شباب دول المهجر.
وعلاوة عن الأفلام المدرجة في المسابقتين الرسميتين للمهرجان، سيكون للجمهور موعد مع عدد من الأفلام الطويلة والقصيرة، إلى جانب أفلام البانوراما، التي ستعرض خارج المسابقتين، ضمنها أفلام تعرض لأول مرة في المغرب، والتي أنتجت حديثا ما بين 2016 و2017، ويتعلق الأمر بثمانية أفلام طويلة، و15 فيلما قصيرا. وفي كلمة له بالمناسبة أشاد رئيس جمعية "المبادرة الثقافية" بالإنجازات التي بدأ يحققها هذا العرس السينمائي الفني منذ إنطلاقته إلى حدود هذه الدورة بفعل تظافر الجهود من طرف كافة المتدخلين والشركاء الداعميين للمهرجان والذين جعلوا منه محطة سينمائية عالمية جد مهمة تستهوي عدد كبير من الباحثين والفنانين والنقاد الذين يسافرون من كل أقطاب العالم لحضور دورات المهرجان الشيء الذي يعطي إشعاعا ثقافيا وسياحيا للمدينة ويخلق دينامية وحركية متنوعة بها ويكسر الحصار المفروض عليها..".
وأضاف أن المهرجان يروم من خلال الفن السابع إلى تشكيل إطار للإحتفال بقيم الصداقة والتضامن الراسخة بين المغرب وعدد من الدول الإفريقية تنزيلا للتوجهات الملكية الرامية إلى الإنفتاح على الشعوب الإفريقية وهو ما جعل الكاميرون ضيف شرف هذه الدورة،وذلك بإعتبار المجال الإفريقي يشكل الإمتداد الطبيعي للمملكة المغربية..".
وعلى غرار الدورات السابقة للمهرجان، فإن دورة هذه السنة ستكون فرصة للنقاش وتبادل الآراء والأفكار حول موضوع الهجرة، وذلك عبر ندوات ولقاءات تنظم بموازاة مع العروض السينمائية . لاسيما وأن تيمة الهجرة تتميز بالراهنية في ظل التدفق المتواصل للمهاجرين، وذلك بسبب الأزمات والصراعات التي تعرفها مناطق شتى من العالم .
كما سيشكل المهرجان مناسبة للتعريف بسياسة الهجرة التي يتبناها المغرب، والتي لا تتوقف عند حدود الجانب الأمني، بل تأخذ أبعاد أخرى في مقدمتها البعد الانساني، والتنمية المستدامة، والمسؤولية المشتركة ما بين دول الشمال والجنوب.