هكذا على الأقل يجب وصف حال العرب و الأمة بشكل عام . لم يكن تصويت الفيفا على البلد المنظم لنهائيات 2026 بريئا ، فذلك ديدن المؤسسات العالمية الكبرى ، و بما أننا نحن العرب مجرد صفر على الشمال في معادلة عالمية جد معقدة تختلط فيها السياسة بالإقتصاد بالمصالح ، و بما أن الصوت الوحيد المسموع عندنا هو صوت البترول المنهمر من دول الخليج حديثة العهد بالنعمة النقمة ، فإن هؤلاء استيقظوا متأخرا على شيء اسمه المصالح و الفضل في ذلك لزعيم أمة العم سام . لم يكن متوقعا أن تصل الخسة العربية إلى أدنى مستوياتها بأن تقوم دولة نعتبرها شقيقة بالتحريض ضدنا و استمالة الأصوات ليس لصالحها و لكن لصالح سيدها الذي لا يتوقف عن إذلالها و حلبها كالبقرة الذلول الهين أمرها . كل ذلك و غيره من أجل نيل رضى السيد كي لا يعترض على الإنتقال المريب للعرش في بيت بني سعود .
و قبل ذلك كان حصار دولة قطر و كانت الحرب على العراق ثم اليمن ، و قبل كل ذلك كانت الحرب الخفية على فلسطين و التي أصبحت مكشوفة اليوم ، فبلغت النذالة بهؤلاء أن صرحوا بالفعل لا القول أنهم مستعدون للتخلي عن المقدسات من أجل الحفاظ على عروشهم .
هنا استحضر قول الرسول (ص) في خطبة الوداع حين قال : {تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله و سنتي} و الضلال هنا لا يقتصر على الإبتعاد عن تعاليم الدين و لكنه ضلال عام و شامل فنحن أمة مسلوبة الإرادة ضعيفة إلا على بعضها البعض ، خيراتها لغيرها و شعوبها في المراتب الأخيرة في كل شيء رغم تزاويق و بهرجة البترودولار .
الخلاصة أننا فاشلون في كل شيء حتى في الرياضة ، و ما نتائج المنتخبات العربية في كأس العالم إلا وجه صغير من أوجه الفشل العام الذي تتخبط فيه الأمة لا لشيء إلا لأننا ابتعدنا عن المنهاج السليم و ابتغينا الفلاح في غير ما أُمرنا به.