تنظم تنسيقية الرحامنة من أجل الحق في الاستشفاء والعلاج غدا الأحد، بداية من الساعة 9 صباحا، مسيرة احتجاجية، حاشدة على خلفية وفاة شخصين في ظرف أسبوع واحد فقط، بسبب ما وصفه المحتجون ب " بالإهمال الطبي المفضي للوفاة. المنظمون سيرفعون شعارا موحدا : " من أجل وقف الإهمال المؤدي إلى الوفاة..من أجل الحق في العلاج والحياة "، في رسالة واضحة إلى المسؤولين على المستشفى الإقليمي بابن جرير، وذلك على خلفية اتهامات بإهمال تسبب في وفاة شخصين في أقل من أسبوع، أول ضحاياه رجل في 65 من عمره، حيث أكد إبن أخيه في تصريح ل " أخبارنا "، أنه جرى نقله من منزله بحي الفرح صوب المركز الصحي بحي الرياض، من أجل التزود بحقنة أنسولين، قبل أن يسقط مغشيا عليه إثر إصابته بنوبة ارتفاع السكر، وقد قدمت له به إسعافات أولية بسيطة، من قبيل فحص مستوى السكر وقياس ضغط الدم، في انتظار وصول سيارة الإسعاف لنقله إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي، وهو الأمر الذي استغرق أكثر من ساعة، ظل خلالها مسؤولو المركز يتجادلون حول الوجهة التي لها صلاحية نقله ؟ فمنهم من اعتبر المهمة من اختصاص سيارات الإسعاف، التابعة لوزارة الصحة، التي تتكلف بنقل المرضى من المراكز الصحية إلى المستشفيات العمومية، بينما رأى آخرون أن تتولى المهمة سيارة إسعاف تابعة للوقاية المدنية، الأخيرة رفض مسؤولوها القيام بذلك بذريعة أن المهمة تخرج عن دائرة اختصاصاتهم، قبل أن يتراجعوا عن موقفهم، بتدخل من مسؤول بارز بالإدارة التراببة، ليتم نقله على متن سيارة الوقاية إلى المركز الصحي، هذا التأخر " المفتعل " بحسب قريب الضحية، جعل حالة المريض تأخذ منحى مأساويا، فقد احتدت النوبة وخرج الزبد بشكل كبير من فمه، على شكل رغوة بيضاء، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، ليحتدم الجدل مجددا بين مسؤولي القطاع، بين قائل أن المريض وصل جثة هامدة إلى قسم المستعجلات، وبين من نفى ذلك، معللا رأيه بأن سيارة إسعاف الوقاية المدنية لا يُسمح لها بنقل المتوفين.
أما الحالة الأخيرة التي كانت سببا في الاحتقان الحاصل بالمدينة، فتتعلق بشاب من ذوي الاحتياجات الخاصة، يبلغ من العمر 18 سنة، كان يعاني من صعوبة في التنفس، نقلته عائلته من مسقط رأسه بجماعة لبريكيين مرات عديدة إلى المستشفى الإقليمي، كانت آخرها في الساعات الأولى من صباح يوم الاثنين المنصرم، حيث ظل مهملا هناك دون أن يتلقى أي علاج، بسبب غياب الطبيب المداوم بقسم المستعجلات، إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة.