في الوقت الذي يقيمون الدنيا ولا يقعدونها عند كل فضيحة تهز كيان حزب العدالة والتنمية الحاكم بالمغرب، لم نسمع بعد فضيحة الخروج المذل للمنتخب المغربي من "كان" مصر، أصواتا تتحين دائما أي فرصة من أجل الانقضاض على قادة البيجيدي، لتجلده جلدا وتعري سوءاته بلا رحمة، الأمر الذي تطرح معه علامات استفهام عريضة، حول ما إن كان ل"النضال" الحقيقي لون أو نسق معين، يحرك في من كانوا يصمون آذاننا دائما بالخطابات الرنانة، المناهضة لأوجه الفساد في هذه البلاد. مناسبة هذا الحديث، هو الصمت المطبق الذي عبر عنه عدد كبير من نواب الأمة، إزاء فضيحة المنتخب المغربي كبرى، والتي كلفت ميزانية خيالية من أموال الشعب، دون تحقيق المراد الذي كان يتطلع إليه الجمهور المغربي التواق للفرحة والتتويج، قبل أن يتحول هذا الحلم إلى كابوس مرعب، شكل صدمة كبرى بالنسبة للجميع، حيث كان حريا بكل "ممثلي الشعب" أن يسارعوا إلى المطالبة بفتح تحقيق عاجل في هذه "النكبة"، عطفا على المهام الموكولة إليهم، وهو ما لم يتم، اللهم من بعض من لازال يحمل في قلبه حبا حقيقيا لهذا الوطن. هذا الصمت الغريب لممثلي الأمة، اعتبره عدد من المهتمين بالشأن الكروي، تعايشا مع الفساد، بل و تواطئا على الشعب، إذ من العبث أن يتفاعل نواب الأمة مع قضايا معينة دون غيرها، أم أن الأمر يتعلق ب "نضال تحت الطلب"، ومتى غابت المصلحة غاب النضال ؟؟