يعتقد الكثير من المغاربة، أن عدد من الأمراض الوبائية، تم الحد من رقعة انتشارها، لكن العكس، فهناك خمسة أمراض وبائية مازالت تهدد صحة المواطن بشكل كبير، وفي مقدمتها داء السل، حيث تسجل حوالي 27 ألف حالة إصابة جديدة في المغرب سنويا، فيما تسبب في السنتان الأخيرتان في وفاة أكثر من 1000 شخص، وأكدت مصادر تعنى الدفاع عن الحق في الصحة، أن 70 في المائة من المصابين، هم مستقرون في المناطق الهامشية، والأحياء الشعبية، التي تعرف اكتظاظا كبيرا، وتعاني من هشاشة واسعة0 بالإضافة إلى مرض السل، الذي يأتي في المقدمة، هناك الأمراض المنقولة جنسيا، السيدا، وداء الليشمانيا، الذي يتابع توسعه بمنطقة زاكورة، وكذا التهاب السحايا، والتهاب الجهاز التنفسي الحاد، ناهيك عن مرض التهاب الكبد الفيروسي، وكذا التسممات الغذائية0
والسبب في انتشار هذه الأمراض، واستمرار وجودها، على أرض الواقع، هو تخلي وزارة الصحة عن الجانب الوقائي، ونهج سياسة علاجية جيدة، ستمكن من القضاء عليها، خاصة في المدن والقرى، التي تعاني الفقر والإقصاء والتهميش والهشاشة، مثلما هو الشأن مرض السل، وأمراض أخرى، تنتشر بسبب قلة النظافة، والسكن الغير اللائق، هذه الإشكالية، تتحملها وزارة الصحة، ووزارات أخرى0
فالمغرب، مازال يعرف استمرار انتقال العدوى لهذه الأمراض وغيرها، ومن بينها أيضا، مرض الجذام، الذي مازالت تسجل إصابات جديدة سنويا به، خاصة بمناطق الريف والأطلس، وهو أيضا مرض تربطه علاقة وطيدة بالفقر0
فمرض السل، الذي شارف على الانقراض في بعض بلدان العالم، فالمغرب يشهد عودة قوية لهذا الداء، حيث أكدت الوزارة الوصية على القطاع، أن معدل الانتشار، في ارتفاع يعادل 83 إلى 85 في كل 100 ألف نسمة، يحتل فيها السل الرئوي المعدي القابل للانتشار، 60 في المائة، بين أنواع السل الأخرى0
وأفادت تقارير وطنية، أن نسبة المنقطعين عن العلاج من مرض السل، لأسباب مختلفة، تصل إلى ما بين 5 و10 في المائة، علما أنه مرض سريع الانتشار والعدوى، كما أن 30 في المائة من المصابين بداء السيدا بالمغرب، مصابون بمرض السل، بينما 4 في المائة من المصابين الجدد بالسل، يحملون الميكروب المقاوم للعقاقير، وهذا الرقم مرشح للتصاعد، في حالة استمرار سياسة اللامبالاة، والأذن الصماء، للجهات المعنية، وكذلك نهج نفس أسلوب السياسات، الاجتماعية والوقائية والعلاجية