كعادته، نعم كعادته فهي ليست المرة الأولى التي يخرج فيها الإعلامي السعودي المثير للجدل، فهد الشمري، والشهير بأسماء من قبيل "نجم التخلف" و"صاحب المنشار"، لمهاجمة المغرب والمغاربة فقد خرج خلال الأيام القليلة الماضية بتسجيلين على قناته في اليوتيوب، أولهما بتاريخ 21 أبريل الجاري، تحدث فيه عن "انهيار اقتصاد بلدان الطرابيش"، على حد وصفه، في إشارة إلى كل من المغرب والأردن وتركيا ومصر، كناية على ارتداء مواطني هذه الدول للطربوش في الماضي، معتبرا أن سبب هذا الانهيار هو اعتماد تلك الدول على السياحة التي وصفها بأنها "اقتصاد عفن"، مضيفا أن "السياحة مسألة مزاجية ووقتية وليست عَصَبا للأمم، وهذه البلدان تركت الصناعة والزراعة وركزت على المجال السياحي"، قبل أن يعتمد خطابه على قاموس غير أخلاقي، حيث أورد أن "السياح يأتون من أوروبا لأجل أن يتبولوا على شعوب تلك الدول"، خاصا بالذكر المغرب الذي قال عنه إنه يتفاخر ب12 مليون سائح أدخل لخزينته 8 مليارات دولار، مضيفا أن الأولى له أن يركز على "الصناعة والزراعة وأعمال التقنية"، معتبرا أن شعوب هذه الدول "تريد الراحة ولا ترغب في العمل لذلك تعتمد على السياح أو على إرسال أبنائها للعمل بالخارج ومن تمة إرسال الأموال"، ليعرج على تحويلات مغاربة المهجر، والتي قال إنها تغدق على المغرب 60 مليار دولار في السنة، ولم يجد تفسيرا لذلك إلا الحديث عن كون المملكة تُصَدر بناتها للخارج لاحتراف الدعارة، خالصا إلى أن "اقتصاد البلد يعتمد على البغاء". الشمري وبعد يومين يعود مطلا من نفس القناة مؤكدا ما سبق باستفزازية أكثر، وبتهجم أكبر على المغاربة، علما أن المعني تهجم في خرجات سابقة على المغرب والمغاربة، فهو قبل سنة تقريبا تجرأ على الوحدة الترابية للمغرب، ومغربية الصحراء وبشكل مستفز أكثر، وقبلها هاجم الأمازيغي والأمازيغ وهلم جرا... فالتهجم بات سمة مرافقة لخرجات هذا "المعتوه"، فكلنا يتذكر خرجته الشهيرة التي أشعلت العالمين العربي والإسلامي، والتي هاجم فيها الشعب الفلسطيني، ووصف الفلسطينيين ب”الشحاذين بلا شرف”، وأن المسجد الأقصى هو “معبد يهودي”. واعتبر الشمري في مقطع فيديو مازال متداولا على مواقع التواصل، أن “الصلاة في مسجد بأوغندا أشرف من الصلاة بالقدس ومن أهلها”، مضيفا أن "القضية الفلسطينية ليست قضية ولن تحل وليس من مصلحة أحد حل المشاكل بين الشحاذين، والفلسطينيون ليس لديهم شرف”، وتابع: “القدس ليست دولة، وفلسطين ليست لمن فيها، فهم أمم مهاجرة من الشتات، من التتار والرومان السلاجقة، فما دخلنا نحن وندفع لهم”. خرجة أقامت حينها الدنيا ولم تقعدها، واستنكر مواطنون سعوديون وشخصيات مرموقة تصريحات الإعلامي السعودي "فهد الشمري" المسيئة للفلسطينيين والمسجد الأقصى، بل وأصدرت قبيلته "شمر" في المملكة العربية السعودية بيان براءة واستنكار شديد اللهجة ضد تصريحاته التي أساء فيها لفلسطين دولة وشعباً، وضد القدس الشريف والمسجد الأقصى الذي بارك الله حوله حيث قال هذا المدعو "أن المسجد الذي صلينا فيه في أوغندا أبرك من القدس وأهلها" .. معلنة (أي القبيلة) تبرؤها من المدعو/ فهد الشمري، والذي لا يمثلها ولا يمثل تاريخها ولا دينها ولا عروبتها كما جاء في بيانها، لتقرر وزارة الثقافة والإعلام السعودية بعدها مباشرة في فاتح يونيو 2019 إيقاف فهد الشمري عن عمله، مؤكدة إحالته للتحقيق مع منعه من الكتابة والظهور على وسائل الإعلام. ولا أحد يمكن أن ينسى أو يتناسى "خرجة" المنشار، والتي توجه فيها الشمري للناشطين، مهددا كل من يرفض ثقافة "بول البعير" النجدية، وكل من ينتقد السياسة والتوجه والثقافة السعودية بالتقطيع بالمنشار، معتبرا إسلام هؤلاء الناشطين والغاضبين ناقصا ووصفه بإسلام المجوس وإسلام العلمانيين.
مسار زاخر بالإعتداءات والمغالطات، والتهجمات الغير المبررة، والتي تسيء للسعودية والسعوديين كما أساءت للمتهجم عليهم أمما، دولا وشعوبا، ونجد أن مواصلة هذا المسار بات أمرا مرفوضا نظرا لحجم الخسائر النفسية والأخلاقية والدبلوماسية التي يخلفها... وكما نقول: "من بيته من زجاج لا يقذف الناس بالحجر.."