بعد تدهور الوضع الوبائي في الجمهورية التونسية بفعل الانتشار الواسع لفيروس كورونا، وإعلان إيف سوتيران، ممثل منظمة الصحة العالمية، أن تونس تسجل نسبة وفيات هي الأعلى في القارة الإفريقية والعالم العربي؛ أمر الملك محمد السادس بإرسال مساعدات طبية إلى تونس عقب تدهور الوضع الصحي في البلاد. مثل هذه الالتفاتة الإنسانية دأب الملك محمد السادس على اتخاذها كلما تعلق الأمر بفاجعة أو مصاب تعيش على وقعه إحدى الدول الشقيقة، للتعبير عن تضامن المغرب مع باقي الشعوب المتضررة، وهو وضع يحظى بمتابعة وتحليل مختلف الباحثين والمحللين السياسيين. ولفهم دلالات هذا القرار الملكي أكثر، أوضح محمد بودن، أكاديمي وباحث سياسي، أن المبادرة الملكية بإرسال مساعدات طبية نوعية إلى تونس تعكس اختيارا مغربيا راسخا في سبيل التضامن بالقول والفعل، والمساهمة البناءة والمشاركة الفعالة، والمملكة المغربية لم تتأخر في دعم أشقائها. وزاد بودن، في تصريح خص به موقع "أخبارنا"، أن المبادرة الملكية وقفة إنسانية نبيلة، تنطلق من دعم الملك محمد السادس الموصول لتونس الذي تجسد في أكثر من مناسبة، ولعل الزيارة الملكية سنة 2014 لخير دليل على هذا الإسناد الكبير، وعمق روابط الأخوة المغربية-التونسية. الأكاديمي والمحلل السياسي أبرز أيضا أن المملكة المغربية بقيادة الملك محمد السادس كانت دائما مثلا حسنا مع أشقائها، ومواقف الملك كانت دائما إنسانية مع بلدان شقيقة وصديقة في مختلف المحطات بما فيها الصعبة. وخلص بودن، في تعليقه على الموضوع، إلى أن طبيعة المساعدات الملكية لها أثر فوري على المنظومة الصحية التونسية، لمساعدتها على الوقوف إلى جانب المرضى بالفيروس في وضعية صعبة، والحد من انتظار المرضى لسرير في غرف الإنعاش وغيرها من المستلزمات الطبية الحيوية. تجدر الإشارة إلى أن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج أصدرت بلاغا تؤكد فيه أن المساعدات الطبية المذكورة تتألف من وحدتي إنعاش كاملتين ومستقلتين، بسعة إجمالية تبلغ 100 سرير. كما تضم المساعدات، وفق البلاغ عينه، 100 جهاز تنفس ومولدين للأكسجين بسعة تبلغ قدرة كل منهما 33 م3/ساعة، وسيتم تسليم المساعدات الإنسانية بواسطة طائرات القوات المسلحة الملكية.
هذا القرار يأتي في إطار أواصر التضامن بين المملكة المغربية والجمهورية التونسية، فضلا عن الأخوة الصادقة التي توحد الشعبين الشقيقين، يوضح المصدر ذاته.