بمجرد صدور قانون في الجريدة الرسمية يُلزم الأطباء بتحسين خط يدهم أثناء تحرير وصفاتهم الطبية، حتى يتأتى للمرضى استيعاب ما جاء في الوصفة؛ حظي الموضوع بنقاش الرأي العام والمختصين. وفي هذا الإطار، تفاعل بدر الدين داسولي، رئيس النقابة الوطنية لأطباء القطاع الحر، مع الموضوع قائلا إن هذا القرار لن يضمن سلامة المريض، على اعتبار أن 90 في المائة من الأدوية تباع دون وصفة طبية. ويرى داسولي، في تصريح خصّ به موقع "أخبارنا"، أنه بمجرد قراءته القرار تملكه الضحك، لأن أغلب الأطباء اليوم باتوا يحررون الوصفات الطبية بالحاسوب، مشددا على أن المريض لا ينبغي له أن يحصل على الوصفة، بل يجب أن توَجّه مباشرة إلى الصيدلية، حتى يقدم الأخير الدواء بشكل مقنن وفق ما ورد في الوصفة حفاظا على الصحة العامة للمريض. رئيس النقابة الوطنية لأطباء القطاع الحر استبعد أن يكون خط يد الأطباء عائقا أمام تقدم المنظومة الصحية بالمغرب، موردا أن هناك أمورا أخرى ذات أولوية يجب الانكباب على تحسينها والرقي بها. وتساءل داسولي عن المعايير المعتمدة لتمييز الخط الجيد عن الخط السيء، مردفا أن الأساس هو الاهتمام بمدونة المسؤولية الطبية، عبر إشراك أطباء وخبراء وقضائيين ومحامين وفعاليات المجتمع المدني، من أجل المضي قدما بالقطاع ككل، حتى يرقى إلى مستوى تطلعات المغاربة وأفق انتظارهم. تجدر الإشارة إلى أن المادة 39 من القانون عينه تنص على أنه يجب على الطبيب أن يصف العلاج بالقدر الكافي من الوضوح، وأن يحرره بخط مقروء، وأن يحرص على أن يفهمه المريض ومحيطه، وأن يتحرى تطبيقه بشكل جيد. هذا وتضاربت آراء النشطاء حول موضوع تحسين خط يد الأطباء؛ بين من يؤيدون هذا القانون ويرون أنه سيمكن المرضى من فهم ما حُرّر بعيدا عن الغموض الذي يكتنف الوصفات عادة؛ وبين من اعتبر الأمر بذخا وترفا لا يرقى إلى مستوى وتطلعات المرضى، الذين هم في حاجة إلى دواء ناجع وتشخيص فعال وليس إلى وصفة بخط واضح.