أعادت "صرخة" بائع "الكاوكاو" موضوع تحرير الملك العام إلى واجهة النقاش، عقب "الضجة" التي أحدثها الفيديو المنتشر له على منصات التواصل الاجتماعي. الفيديو يُظهر شابا، غالبا في الثلاثينيات من عمره، يُقلب عربته المحملة ب"الكاوكاو" وهو يصرخ قائلا إن ما تقترفه السلطة في حقه "عيب"، وإن ما طاله من سلوك "حكرة"، وإنه لا يملك "درهما" في جيبه وعيد الأضحى على الأبواب، بعدما قدمت السلطة لمصادرة بضاعته بسبب وقوفه في مكان غير قانوني، وفق ما هو مفهوم في الشريط المنتشر كالنار في الهشيم. هذا المشهد هزّ رواد منصات التواصل الاجتماعي، معبرين، كل من موقعه، عن تضامنهم معه، إلى درجة أن هناك من طلب في التعليق على الصفحات التي نشرت الفيديو رقم هاتفه لمساعدته ماديا، والوقوف إلى جانبه إلى حين تجاوز محنته، مستغلين الفرصة للمطالبة بالمرونة أثناء تطبيق القانون. الصرخة وإن لقيت تعاطف الناس ودعمهم، إلا أن نقاش تحرير الملك العام من الباعة الجائلين عاد إلى واجهة النقاش مجدد؛ إذ هناك من أيّد خطوة تحرير الملك العام من الباعة الذين يسببون الفوضى في الشوارع والأزقة لاحتلالهم الأمكنة دون سند قانوني، وهناك من يرى أن الباعة أنفسهم من حقهم أن يتاجروا في بضاعتهم بحثا عن كسرة خبز ما داموا غير مستفيدين من أكشاك يمارسون فيها أنشطتهم، وعلى السلطة أن تحرر، أولا، الأرصفة من كراسي المقاهي ولوازم أصحاب الدكاكين، حتى تتحقق العدالة أثناء تحرير الملك العام ويسود الإنصاف. هذا وسبق للملك محمد السادس أن أعطى تعليماته سنة 2016 من أجل تنظيم الباعة المتجولين، وضمان فضاءات قانونية ليمارسوا أنشطتهم التجارية قصد النهوض بأوضاعهم الاجتماعية.
تجدر الإشارة إلى أن البائع المعني بالضجة الأخيرة ظهر، في ما بعد، في فيديو جديد يسرد حكايته مع سلطة المنطقة، ويطالب بتوفير أمكنة خاصة بمزاولة مثل هذه الأنشطة غير المهيكلة، ومستعد هو الآخر أن يؤدي الضريبة في نطاق المعقول، ليظهر في آخر صورة له على "فيسبوك"وبحوزته عربة تتضمن فواكه جافة و"كلينيكس".