من يتابع حجم التنمية الكبيرة التي حققتها دولة الإمارات العربية الشقيقة، على مستوى جميع الأصعدة، سواء الاقتصادية والاجتماعية والسياحية... سيصدم كثيرا إذا ما علم أن ما تنتجه "دبي" مثلا، يوميا من البترول (60.000 برميل)، قد لا يصل حتى إلى ربع ما تنتجه الجزائر يوميا من نفس المادة الحيوية ( حاسي مسعود 400.000 برميل)، وهو ما يفرض أن تكون الجزائر أفضل بكثير من نظيرتها الإمارات، عطفا على عائداتها البترولية والغازية، بيد أن واقع الحال مختلف تماما، فالوضع في الجارة الشرقية، أشبه ما يكون بما هو حاصل في دول إفريقية فقيرة جدا، وهو يفرض طرح أكثر من علامة استفهام عريضة: أين ذهب ثروة وأموال الجزائريين؟ لاشك أن المتتبع للمشهد السياسي الدولي سيدرك تمام الإدراك أن أموال الشعب الجزائري التي كان من المفروض أن توزع على أفراده وتنهض بأوضاعهم ومعيشهم اليومي، اختار "كابرنات" العسكر الحاكم أن يغدقوها بسخاء في جيوب قادة جبهة البوليساريو الوهمية، أملا في تحقيق حلم مفقود، وقد استمر الوضع على ما هو عليه لأزيد من 40 سنة، دون تحقيق أي طائل يذكر، فلا العسكر نجح في كسب رهانه مع المغرب، ولا الشعب الجزائري استفاد من الملايير الضخمة التي ذهبت جفاء من أجل ملف هو في الاصل محسوم منذ البداية، بدليل التاريخ والجغرافيا والاحداث التي تقف شاهدة على مغربية الصحراء. وعلى ضوء هذه المعلومات والمعطيات البسيطة جدا، يمكن لأي جزائري عاقل ومتبصر أن يفهم ويقتنع أن مشكلته الأساس مع حكامه من جنرالات العسكر وليس المغرب، لأنه لو تم استثمار ما تجود به بلادهم من خيرات في تنمية أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية ما كان حال الجزائر بهذا المشهد السوداوي، ولكان حال أشقائنا في الجارة الشرقية أفضل حال من الامارات وعموم دول الخليج البترولية...