مواجهات عنيفة جدا، تلك التي عاشت على وقعها مدينة "خراطة" القابعة شرقي بجاية بمنطقة القبائل، أمس الخميس، بعد إقدام قوات الأمن الجزائرية على قمع وتعنيف المتظاهرين الذين انخرطوا في مسيرة سلمية للمطالبة بإطلاق سراح معتقلي رأي. وارتباطا بما جرى ذكره، أكد "سعيد صالحي"، نائب رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان -أكد- عبر تدوينة نشرها على حسابه الفيسبوكي، عودة المواجهات في خراطة التي تعتبر رمز الحراك السلمي، حيث قال: "السلمية والتضامن سيظلان ردنا الوحيد على القمع والتعسف"، قبل أن يستنكر "استمرار القمع"، موضحا أنه إلى اليوم، لازال 182 معتقل رأي يقبعون في سجون 32 ولاية جزائرية، ضمنهم 4 نساء، في وقت تجري ملاحقة أزيد من 2000 مواطنا من طرف المصالح الأمنية في معظم الولايات. هذا وقد عبر "صالحي" عن أسفه الشديد إزاء توسع قائمة الموقوفين وتصاعد القمع، سيما بعد وقوع اشتباكات عديدة أول أمس الأربعاء في مدينة خراطة بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب، حيث قامت هذه الأخيرة باستعمال الغاز المسيل للدموع، بعد تجمع عشرات المحتجين في ساحة "الحرية"، في محاولة لتنظيم مسيرة جديد من مسيرات "الحراك الشعبي" الذي استؤنف السبت الماضي بعد توقف فرضته ظروف الجائحة.
مصادر محلية أكدت أنه على عكس المسيرة السابقة التي اتسمت بالهدوء، انتشرت عناصر الشرطة بأعداد كبيرة في أماكن وسط المدينة، وتحديدا حول ساحة الحرية، لمنع تقدم المسيرة، كما قامت قوات الشرطة بتوقيف العديد من مناضلي الحراك، رفعوا شعارات طالبوا من خلالها ب"تغيير جذري للنظام" و "إقامة دولة مدنية"، ونددوا بالاعتقالات التي تستهدف نشطاء الحراك وأعربوا عن تضامنهم مع معتقلي الرأي.