بمجرد إعلان اسم المنتخب الذي سيقابله المغرب في ربع نهائي بطولة كأس العرب "قطر 2021"؛ من المرتقب أن تحظى المقابلة الكروية بمتابعة جماهيرية عزّ نظيرها، في ظل التوتر الحاصل في العلاقات الثنائية بين البلدين الجارين، انتهى بقطع الجزائر العلاقات الدبلوماسية مع الرباط، لأسباب يخجل القلم عن تدوينها واللسان عن ذكرها. هذا الخبر استأثر، منذ مساء أمس الثلاثاء، باهتمام رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين انقسموا إلى فئتين؛ الأولى تُمني النفس أن يحقق المنتخب المغربي فوزا ساحقا على نظيره الجزائري، من أجل التعبير عن التفوق المغربي في مختلف المجالات، منها الرياضة؛ والثانية تؤمن بضرورة متابعة الموقعة بكل روح رياضية، وبتجرد من كل ما هو سياسي وإيديولوجي، على اعتبار الروابط الجغرافية والثقافية واللغوية، القديمة قِدَم التاريخ الضارب في أعماق الفكر الإنساني، التي تربط الشعبين الشقيقين. وفي هذا السياق، يرى محمد بودن، رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، تفاعلا مع الموضوع، أن "هذه المباراة، التي تجمع المنتخبين المغربي والجزائري، تمثل قوة سياسية وصداما حقيقيا ببعد سياسي، على اعتبار أن الجمهور لا محالة سيرفع شعارات وسينظم احتفالات قبل المباراة وبعدها وأثناءها"، مضيفا أن "هذه المباراة حظيت وستحظى بتغطية واسعة في وسائل الإعلام وعلى منصات التواصل الاجتماعي وكأنها أم المباريات". وتابع بودن، في تصريح خصّ به موقع "أخبارنا"، أن "المباراة نفسها ليست مباراة عادية"، مشيرا إلى أن "كرة القدم مرتبطة بالسياسة، ويمكن القول إنها تمثل اليوم أحد أهم عناصر القوة الناعمة"، مشددا على أن "هناك دعوات إلى إبعاد السياسة عن كرة القدم، وأن الملاعب ليست فضاء مناسبا لمناقشة القضايا السياسية؛ بيد أنه لا يمكن استبعاد السياسة عن المباراة في هذه الظرفية". رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية استدرك بالقول إن "موقعة المغرب والجزائر فيها تشابه وتشابك كبيران"، موردا أن "المباراة لها صوت قوي واهتمام كبير من لدن العالم العربي وإفريقيا والعالم ككل"، موضحا أن "المباراة كانت ستكون عادية لو أنها صادفت توقيتا وظرفية مغايرتين، ولهذا حاول المنتخب الجزائري تجنب مواجهة نظيره المغربي". وأبرز بودن أن "مباراة الربع بين المنتخبين المذكورين ستكون لها جاذبية كبيرة"، مضيفا أن "الروح الرياضية مطلوبة بين اللاعبين والجماهير بغض النظر عن توتر العلاقات المغربية الجزائرية"، موضحا أن "فوز المنتخب المغربي سيكون أفضل أوقات الكرة المغربية في الآونة الأخيرة؛ بل سيكون بمثابة الظفر بكأس من نوع خاص"، خالصا إلى أن "المنتخب المغربي يتوفر على كل الحظوظ للفوز ويُمتع الجماهير المغربية، ثم الحصول في الأخير على اللقب بقيادة المايسترو حسين عموتة، الذي يعد مدربا كبيرا ويقود كتيبة ستقدم كل ما يلزم وبسخاء من أجل القميص الوطني والكرة الوطنية المغربية". تَجدر الإشارة إلى أن المقابلة التي ستجمع المنتخب المغربي ونظيره الجزائري ستقام يوم السبت المقبل على الساعة السابعة مساء بتوقيت "غرينيتش"، وسيكون ملعب المنامة في العاصمة الدوحة مسرحا للمباراة المرتقبة.
يُذكر أن المنتخب المغربي تسيّد المجموعة الثالثة بتحقيقه العلامة الكاملة، عقب اكتساحه فلسطين والأردن بالنتيجة عينها 4-0، قبل أن يهزم السعودية في الجولة الأخيرة بهدف دون رد.