وضعت يدها على خدها، وجلست هائمة تفكر فيما أصابها من “لعنة” لم تخطر لها على بال. شاردة كانت تنتظر دورها لتتقدم بشكاية لدى الدائرة الأمنية 15 بالحي الحسني، بعد أن فوجئت باقتحام محلها التي تتخذه موردا للرزق، تهيئ به فطائر “لمسمن” و”الحرشة” بطريقة تقليدية، لكن زيارة “خفافيش الظلام” أتت في أول أيام هذا الأسبوع على «الفضل ورأس المال». وإلى جانبها وقف صاحب مكتبة ووراقة بالألفة تعرضت بدورها للسرقة في ليلة واحدة، حل بالدائرة للتبليغ عن اقتحامه محله التجاري. وتسود حالة من الرعب سكان بعض أحياء المقاطعة الحضرية للحي الحسني في الأيام الأخيرة، بعد غابت دوريات الأمن عن الطرقات والشوارع، وتلكأت عناصر الديمومة في تلبية نداءات المواطنين، والاستجابة لشكاياتهم ليلا بدواعي واهية أحيانا، فَفُسح المجال واسعا لتفشي العديد من الممارسات الانحرافية، التي تتم تتويجها بتنفيذ سرقات احترافية، سطت على محلات تجارية ليلا ونفذت عمليات انتقائية، اكتفت بالاستيلاء على محتويات رفوف النقود، وغادرت «سالمة غانمة» في غفلة من أعين المراقبة الأمنية. ليلة الاثنين 26 شتنبر الجاري، تعرضت «مكتبة ووراقة الادريسي» المقابلة لمسجد «باب الريان»، والواقعة بشارع أم الربيع بتراب المقاطعة الحضرية للحي الحسني لعملية اقتحام نفذها مجهولون. وحسب مسير المكتبة فإن العملية نفذت ب «احترافية كبيرة»، كسر الجناة أقفال بوابة المكتبة الواقعة أسفل إحدى الفيلات، وولوجها “آمنين”، مرتاحي البال، ليحملوا معهم خزنة حديدية. خسائر المكتبة كما صرح مسيرها، تحددت في 26 ألف درهم نقدا، إضافة إلى مجموعة من الشيكات التي تخص المكتبة، وبعض المتعاملين معها من الزبناء أو الموردين. فصباح الثلاثاء الماضي فوجئ مسير المكتبة، بأمر اقتحامها ليلا والاستيلاء على المبالغ المذكورة، هي التي تقع في واجهة شارع رئيسي يعتبر شريانا حيويا بالمنطقة. ولم تقتصر سرقات ليلة الاثنين الماضي على المكتبة والوراقة، بل إن محلا لإعداد بعض الحلويات التقليدية والفطائر “لمسمن” يقع على مقربة من مسجد بلوك «المعلم عبد الله»، تعرض بدوره للاقتحام ليلا، والاستيلاء على ما كان يحتويه دُرْجُه من مبالغ مالية، قدرتها صاحبته بحوالي 3000 آلاف درهم. لم يقتصر وضع التسيب الذي عاشته أحياء ودروب مقاطعة الحي الحسني والألفة على تنفيذ عمليات السطو المذكورة، واعتراض سبيل المارة الذين تقدموا ببعض الشكايات إلى دوائر المنطقة الأمنية، ولكن شجارات دامية شهدتها بعض المناطق طيلة ليالي نهاية الأسبوع الماضي، ومنها حادثة الطعنة الغائرة التي تلقاها أحد الأشخاص الذي لا يغادر الحديقة المجاورة للسوق البلدي، المقابلة لمقر الدائرة 15، حيث غدت مرتعا للمتسكعين والسكارى. وكان الضحية الذي اعتدى عليه أحد ندمائه في جلسة خمرية بالمكان نفسه، قد دخل في شجار مع المعتدي، ليستل الأخير سكينا غرزه في بطنه، ليشقه بجرح غائر بلغ حدود صدره، في ليلة عرفت عربدات متوالية لعشرات من السكارى والمهلوسين، الذي رفع أحد عقيرته بالصياح «مزهوا بالرغبة في معاودة ولوج السجن من جديد». في الوقت الذي لم تعد فيه أقدام دوريات الشرطة تطأ مثل هذه النقط السوداء، إلا لنيل بعض المشروبات من المقهى داخل الحديقة، حيث تلجها سيارات الشرطة، ليس بحثا عن المنحرفين الذين ينتشرون بزواياها، وإنما فقط لنيل طلبيات مجانية، يستنكف طالبوها عن الأداء.