إسمحوا لي في البداية أن أتقدم بجزيل الشكر للفريق الإعلامي الفنان الذي غطى لكم خرجاتكم “الانتحارية” في إطار ما سميتموه “الجامعة الصيفية” لشباب حزبكم، والذي صور على حين غرة رئيس حزبكم يرفع يده ويشير بالسبّابة ويقرأ خطابا دارجا من ورقة، فيما يحاول أن يجعل ملامحه جادة كقائد حقيقي، لكنه ويا لسوء حظه وفي لحظة توتر شوهد وهو يصفق على نفسه، ويدعو الحاضرين للتصفيق له في مشهد يدعو للشفقة والتضامن مع الرجل. أيها التجمعيون، لقد اطلع المغاربة على كلام وزيركم الميلياردير رشيد الطالبي العلمي، والذي قال فيه إن معركة حزب “الحمامة” هي “معركة بين مشروعين مجتمعيين.. مشروع ندافع عليه كمغاربة كاملين والذي عشنا فيه وكبرنا ومشروع آخر دخيل ( …) باغيين يخربو البلاد باش يسهال ليهم يوضعو يديهم على البلاد”، في إشارة لحزب العدالة والتنمية، الحزب الذي حظي بأغلبية أصوات المغاربة. لذلك، وقبل أن أسأل السيد الطالبي العلمي عن “ملف التهرب الضريبي الذي يخصه أين وصل؟”، اسمحوا لي أن أخاطبكم بالصراحة التي عهدتها في نفسي أولا، وبالقصة التي تغني عن كل كلام مباشر. يحكى أنّ زوجة الرئيس الأمريكي روزفلت كانت دميمة وقبيحة الوجه، وخلال الحرب العالمية الثانية قامت بزيارة تفقّدية للعساكر الأمريكيين المرابطين بإحدى الأماكن، فخرجت ليلا تتمشى، فسمعت أحدهم يتكلم بصوت مرتفع، وكان الظلام مخيّما على المكان، فاقتربت من الرجل فوجدته جنديا بوجه ملطّخ بالوسخ والوحل، فقالت له «ويلك! أهذا هو الوجه الذي تعطيه للناس عن أميركا؟». ثم قام الجندي بفتح مصباحه اليدوي عليها ورأى وجهها الدميم فقال لها: “يا سيدتي، أنا أقوم بعمل عظيم، وغدا سأغسل وجهي صباحا وأحلق وأخرج للناس بأبهى صورة، ولكن ما الذي يمكنك أنت أن تفعليه لوجهك؟”… إن رمي كرة المسؤولية على الغير، ووصفه بأبشع الأوصاف بمناسبة وبدونها، في حين أنّ تلك الأوصاف هي في الواقع حقيقية ومطابقة للموصوف، الذي هو أصل الشبهة ومصدر الخراب، والأب المفرّخ لعصابة “الفسدة”، فعل جبان ولا علاقة له بالوفاء والرجولة. قولو للطالبي العلمي، إن ملفات الفساد المحكوم فيها برلمانيون من تنظيمكم على مر التاريخ خير دليل على أن الذين يتهمون الأشراف بمحاولة التخريب في البلاد، ويتحدّثون عن البشاعة في وجوه غيرهم هم الأكثر بشاعة. أيتها الحمائم، لاشك أنكم تعلمون أن الله عز وجل في صف المستضعفين والمظلومين والفقراء، هو جلّ في علاه في صفهم دائماً، ولكن لا أعرف ما الذي جعلكم تفكرون اليوم في المغاربة وفقراء الوطن، وهم الذين عبروا لكم قبل أشهر ولا زالوا يعبرون عن رفضهم لعرضكم السياسي بعدما قاطعوا منتجات رئيسكم ومحطات وقوده. لست أدري هل سبق أن سجل لكم التاريخ أي موقف حقيقي؟ أي موقف لصالح هذا الشعب المسكين ؟! أو أي حاجة ؟! باستثناء ارتفاع أسعار محطات الوقود التي يملك منها رئيسكم الكثير. يا أيها المثخنون بجراح المقاطعة، قولو لرئيسكم الميلياردير، إن الشعب لا يرى فيك بطلا.. أو فارس أحلام أو ذلك الممثل الهندي الذي سيقفز ثلاثة أيام في الهواء وهو يصرخ وشعره يطير وعرقه يتصبب ليضرب في اليوم الرابع بقدمه كل أوكار الأعداء ويحرر الجميلة (البلاد) من الأشرار … بل يرى فيك ممثلا متوسط البراعة لم يتدرب كثيرا على السيناريو كما يجب… إن ما يفعله يقوده إلى نهايته السياسية لا محالة .. فبشكل أو بآخر سينتهي كما انتهى الذين سبقوه.. فالمغاربة من حقهم أن يحظوا بنهاية أقل قذارة من أن يصبحوا أداة في يده. قولو له، إن الذي كتب له تلك السطور الركيكة قبل أيام بمراكش تحت عنوان “حان وقتكم” لم يكذب.. لأنه حقا “حان وقتكم.. لكن للمغادرة…” قولو له جزاكم الله خيرا: “ساعتك سالات”…