اعتبر رئيس المركز الأطلسي للدراسات الإستراتيجية والتحليل الأمني، عبد الرحيم المنار اسليمي، أن الاهتمام بالمكالمة الهاتفية التي دارت بين الملك محمد السادس، وولي عهد أبو ظبي محمد ابن زايد، والتي أعلنت عنها وسائل إعلام إماراتية تدل على أن العلاقات بين الدولتين توجد في أقصى حالات التوتر والقطيعة التي لم يعلن عنها الطرفان. وأوضح اسليمي في تصريح لجريدة “العمق” “أن الإمارات سحبت سفيرها مبررة ذلك بأسباب داخلية مرتبطة بأبو ظبي ليقوم المغرب أيضا بسحب سفيره الذي يوجد في الرباط منذ شهور، هذه الحالة التي لم تصل إليها العلاقات المغربية الإماراتية في أي مرحلة من تاريخها، لذلك جاء هذا الاهتمام الكبير بالمكالمة التي جرت بين الملك محمد السادس وولي عهد الإمارات”. وسجل المحلل السياسي ملاحظات حول هذا الحدث “أولها أن الإمارات هي التي نشرت الخبر، فهي تريد بذلك إظهار أن العلاقات عادية، وأعتقد أنه لو كانت العلاقات عادية فلن تبادر الإمارات إلى الترويج لهذه المكالمة بهذا الحجم”. ثانيا، يضيف المتحدث ذاته، “سكوت وكالة الأنباء المغربية لحد الآن عن المكالمة الهاتفية التي جرت معناه أن المكالمة الهاتفية لا تعني أن هناك تحول قد وقع في العلاقات بين الدولتين أو أن الدولتان تجاوزتا مرحلة التوتر”. الملك محمد السادس يهاتف ولي عهد أبوظبي اقرأ أيضا الملاحظة الثالثة التي كشف عنها اسليمي، هي أن “السياق الذي جرت فيه المكالمة الهاتفية والموضوعات التي نوقشت، حسب ما صدر عن الوسائل الإعلامية الرسمية الإماراتية، يدل على أن المكالمة الهاتفية جرت بعد بداية تخفيض الإمارات لحضورها في اليمن، الشيء الذي يعني أنها تحتاج للانفتاح على المغرب لكون العلاقات الإماراتية السعودية مقبلة على تحول نتيجة الموقف الجديد لدولة الإمارات من حجم الحضور في الاراضي اليمنية”. وزاد، أن “المكالمة الهاتفية تأتي في سياق تقارب مغربي فرنسي بخصوص الموقف من الأزمة الليبية وبداية تراجع اللواء حفتر، لذلك يدل الترويج الإماراتي الكبير لهذه المكالمة الهاتفية على تحولات قادمة ليس بين المغرب والإمارات ولكن تحولات قد تحدث في منطقة الخليج بتغير التحالفات أو على الأقل بداية الهشاشة في التحالف السعودي الإماراتي”. وفي السياق ذاته، أوضح المنار اسليمي أن “العلاقات المغربية السعودية عادت إلى طبيعتها وتجاوزت الأزمة بينما تظل حالة التوتر بين المغرب والإمارات قائما بخصوص قضايا إقليمية على رأسها قضية الأزمة الليبية ومسألة مشاركة الأحزاب الإسلامية بالحكم في دول شمال إفريقيا”. يشار إلى أن وكالة الأنباء الرسمية ومواقع إخبارية إماراتية روجت لمكالة هاتفية جرت بين الملك محمد السادس وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، فيما نشر الأخير تغريدة على حسابه ب”تويتر” تتحدث عن المكالة، لكن وكالة الأنباء المغربية الرسمية لم تشر إلى الخبر إلى حدود كتابتة هذه السطور.