اختيار نجم الكرة العالمية "كريستيانو رونالدو" للمغرب وتحديدا لمدينة مراكش الحمراء لإقامة مشروع سياحي كبير، قد يرى فيه البعض لقطة إعجاب للنجم البرتغالي بالمغرب المجاور للبرتغال، وقد يرى فيه البعض الآخر، تأثيرا واضحا لبعض النجوم المغاربة الذين أوقعوا النجم المدلل، في حب المغرب وهيام المدينة الحمراء التي تعكس بأسوارها وأبوابها وقصورها وجوامعها وصوامعها وفضاءاتها الشعبية، جوانب مهمة من تاريخ المغرب الضارب في القدم، وقد يرى فيه البعض الثالث، مشروعا استثماريا مهما، سيكرس المدينة الحمراء كوجهة سياحية عالمية، وكمقصد لعدد من نجوم ومشاهير العالم في عالم السياسة والاقتصاد والرياضة والسينما والفن والإبداع. لكن إذا ما تركنا هذه الرؤى جانبا على الرغم من صوابها وواقعيتها، فأن يختار نجم عالمي من حجم كريستيانو رونالدو المغرب وتحديدا مدينة مراكش وجهة للاستثمار، معناه أن المغرب بات وجهة عالمية جاذبة للاستثمارات، لما ينفرد به من أمن واستقرار وطمأنينة مقارنة مع محيطه الإقليمي، وما بات يتفرد به من بنيات تحتية مهمة تتنوع بين الموانئ والمطارات والطرق السيارة والقطارات والمناطق اللوجستية والصناعية، ومن موارد بشرية مؤهلة وتحفيزات ضريبية، فضلا عما يزخر به البلد من غنى ثقافي وتراثي عاكس لتاريخ مشرق وحضارة مشعة، وكلها مقومات من ضمن أخرى، كانت كافية لتفتح شهية النجم الكروي العالمي ليختار مدينة مراكش وجهة لإقامة مشروعه الاستثماري، كما فتحت وتفتح شهية العديد من الشركات العالمية التي اختارت المغرب دون غيره من بلدان الجوار، لإقامة مشاريع استثمارية وازنة، ذات صلة بالأساس بقطاع السيارات والطائرات. استثمار رونالدو بمراكش كغيره من الشركات العالمية التي اختارت المغرب لإقامة مشاريعها الضخمة، بقدر ما يثلج الصدر، لما لذلك من آثار اقتصادية وتنموية وإشعاعية، ومن تأثيرات إيجابية على سوق الشغل، بقدر ما يفرض علينا الحرص كل الحرص على الرأسمال اللامادي الذي يميزنا عن غيرنا من بلدان الجوار، ونخص بالذكر نعمة الأمن والاستقرار، التي تعد القوة الدافعة نحو الاستثمار، الذي لايمكن أن يحضر وينمو إلا في ظل بيئة آمنة ومستقرة ومحفزة، والانخراط الذي لامحيد عنه في دينامية الإصلاح الاقتصادي والإداري والمؤسساتي والقانوني والحقوقي، بالشكل الذي يجذب المزيد من الاستثمارات العالمية الوازنة، بما يضمن كسب معارك النموذج التنموي الجديد، الذي يعول عليه لكسب رهان "مرحلة المسؤولية والإقلاع التنموي الشامل"، وبين هذا وذاك، لابد من المضي قدما في اتجاه إرساء مغرب الحقوق والحريات والمساواة والعدالة والاجتماعية، بالموازاة مع الرهان على محاربة كل ما يعيق عجلة البناء والنماء، من فساد وريع وعبث وانحطاط، حتى يتقوى الإحساس الفردي والجماعي في أن "مغرب اليوم ليس كمغرب الأمس"، مغرب نريده أن يكون قويا بمؤسساته وخياره الديمقراطي وأمنه واستقراره وديناميته الإصلاحية والاقتصادية والتنموية والدبلوماسية والأمنية والاستراتيجية، ومسؤولية هذا "المغرب الممكن" تبقى ملقاة على الدولة، كما هي ملقاة على المؤسسات المنتخبة والأحزاب السياسية والأفراد والجماعات كل فيما يتعلق به، من باب "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" ومن منطلق "لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم". مشروع النجم البرتغالي "رونالدو " الذي لم نجد بدا من نعته بالمراكشي، هو اعتراف بالمغرب كوجهة عربية وإفريقية جذابة على مستوى الاستثمار، وثقة في المغاربة دون غيرهم من بلدان الجوار، وهي ضربة تحت الحزام لأعداء وخصوم الوطن الذين تمادوا في الخرجات والزلات، وتفننوا في الاتهامات والتحرشات وقطعوا العلاقات والأجواء، لكنهم عجزوا عن استقطاب الفتى المدلل رونالدو الذي وقع في هيام المغرب وعشق مراكش الحمراء التي اختارها لإقامة مشروعه الاستثماري الكبير، كما عجزوا عن احتضان الكثير من الشركات العالمية التي جعلت من المغرب وجهة للاستثمار، بل وفشلوا في ضمان بقاء بعض الشركات العالمية التي غادرت وفضلت الاستقرار والتوطين بالمغرب الذي وجدت فيه ما تفرق في غيره، وكلها مكاسب من ضمن أخرى، تحققت وتتحقق على أرض الواقع، لأن في المغرب عقلاء وحكماء، يتصرفون بحكمة ومسؤولية وتبصر، ولا يهمهم النباح والعواء وضجيج المراهقين، ونختم بالقول : اللهم كثر حسادنا، ففي حسدهم، نجد الطاقة التي تمنحنا القوة والعزيمة والإصرار لمواصلة معركة البناء والنماء والإشعاع …فمرحبا برونالدو على أرض المملكة المغربية وعلى تراب مراكش عاصمة "البهجة" و"الطنجية"، ومرحبا بكل زوار ومحبي وعشاق المغرب الذي ظل عبر التاريخ، أرضا للمحبة واللقاء والأمن والسلام والتعاون والتسامح والعيش المشترك ، على أمل أن يكون "رونالدو "المراكشي" محفزا لنجوم ومشاهير العالم ، من أجل الاستثمار في مغرب، يعد بوابة إفريقيا نحو العالم، ودافعا لكل الأثرياء المغاربة، من أجل المزيد من الاستثمار في بلدهم، لأن مغرب اليوم، يحتاج لكل أبنائه وطاقاته وقدراته.